الإمام الحسين صلوات الله عليه والآخذين عليه في خروجه
إهداء لسيدي ومولاي، مصباح الهدى، ونور الدجى، وخامس أصحاب ال?ساء،وسفينة النجاة التي من ر?بها نجى ومن تخلف عنها غرق وهوى،وجامع السعادات، أبي الأحرار، الإمام الحسين صلوات الله عليه.
موضوعٌ يحا?ي العقيدة السليمة والفطرة السوية، للمنصفين، لأصحاب العقول الذين يطلبون الحق فيتبعوه، للذي يقول بعدم إصابة الإمام الحسين صلوات الله عليه في خروجه.
قال تعالى ﴿ وَلْتَ?نْ مِنْ?مْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنْ?رِ وَأُوْلَئِ? هُمْ الْمُفْلِحُونَ، وَلاَ تَ?ونُوا ?الَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمْ الْبَيِّنَاتُ وَأُوْلَئِ? لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ، يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَ?فَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِ?مْ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا ?نْتُمْ تَ?فُرُونَ.....لَيْسُوا سَوَاءً مِنْ أَهْلِ الْ?تَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ الله آنَاءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ، يُؤْمِنُونَ بِالله وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنْ?رِ وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَأُوْلَئِ? مِنَ الصَّالِحِينَ، وَمَا يَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَلَنْ يُ?فَرُوهُ وَالله عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ﴾(آل عمران/104-115).
الأمر الأول: صلح الإمام الحسن صلوات الله عليه، يقول العسقلاني الشافعي (773-852هـ) في فتح الباري ج: 13 ص: 65: وأخرج يعقوب بن سفيان بسند صحيح إلى الزهري قال ?اتب الحسن بن علي معاوية واشترط لنفسه فوصلت الصحيفة لمعاوية وقد أرسل إلى الحسن يسأله الصلح ومع الرسول صحيفة بيضاء مختوم على أسفلها و?تب إليه أن اشترط ما شئت فهو ل? فاشترط الحسن أضعاف ما ?ان سأل أولا فلما التقيا وبايعه الحسن سأله أن يعطيه ما اشترط في السجل الذي ختم معاوية في أسفله فتمس? معاوية إلا ما ?ان الحسن سأله أولا واحتج بأنه أجاب سؤاله أول ما وقف عليه فاختلفا في ذل? فلم ينفذ للحسن من الشرطين شيء..!!
وقال (أي العسقلاني) أيضاً قبل هذا في ج: 13 ص: 65 : وذ?ر محمد بن قدامة في ?تاب الخوارج بسند قوي إلى أبي بصرة انه سمع الحسن بن علي يقول في خطبته ثم معاوية أني اشترطت على معاوية لنفسي الخلافة بعده..!!
فجاء في شرحنهجالبلاغة لابن أبي الحديد ج : 16 ص : 37: قالوا و ?تب معاوية إلى الحسن أما بعد فإن الله يفعل في عباده ما يشاء لا معقب لح?مه و هو سريع الحساب فاحذر أن ت?ون منيت? على أيدي رعاع من الناس و ايئس من أن تجد فينا غميزة و إن أنت أعرضت عما أنت فيه و بايعتني وفيت ل? بما وعدت و أجريت ل? ما شرطت و أ?ون في ذل? ?ما قال أعشى بني قيس بن ثعلبة:
و إن أحد أسدى إلي? أمانة فأوف بها تدعى
إذا مت وافيا ولا تحسد لمولى إذا ?ان ذا غنى
و لا تجفه إن ?ان في المال فانيا
ثم الخلافة لك من بعدي فأنت أولى الناس بها و السلام..!!
بعض الملاحظات :
1_ أرسل معاوية إلى الإمام الحسن صلوات الله عليه يسأله الصلح ومع الرسول صحيفة بيضاء مختوم على أسفلها (أي بختم معاوية)، وهذا إن دل لا يدل إلا على أن الإمام صلوات الله عليه لم ي?تب له أي أمرٍ مسبقاً يخص شروط الصلح وإلا لم يرسل معاوية للإمام يسأله الصلح..؟؟ فيأتي القول بأن معاوية قد رفض ما جاء ثانياً وأخذ بال?تاب الأول فقط، هذا مردودٌ عليه في نفسه..!!
2_ من المستغرب التعتيم على شروط الصلح التي ?انت على صحيفة بيضاء، حتى جاء قولهم «فاشترط الحسن أضعاف ما ?ان سأل أولا»، إذا ?ان الحديث يتحدث عن أضعاف، فلم يذ?رون فقط هذا الأمر وهو أن ت?ون الخلافة للإمام الحسن صلوات الله عليه بعد معاوية..؟؟ ?ما في الاستيعاب ج: 1 ص: 386 لابن عبد البر (ت463هـ) وأيضاً تهذيب ال?مال ج: 6 ص: 243 للمزي (654-742هـ) وغيرهم..!!
3_ من الشروط التي يجب ورودها بلا ريب، ول?ل من له عقل عليه التصديق به وهو أن الأمر يجب أن ي?ون للإمام الحسين صلوات الله عليه في حال هل? معاوية بعد رحيل الإمام الحسن صلوات الله عليه إلى الرفيق الأعلى، وإلا ف?يف يفوت الإمام الحسن عليه السلام هذا الأمر، وهو يعلم بأن أخاه الإمام الحسين عليه السلام أفضل من يمشي على الأرض، فهل يُهْمِل ه?ذا شرط في هذا الصلح..؟؟
يقول الشيخ الأزهري خالد محمد خالد في ?تابه أبناء الرسول في ?ربلاء ص 68 :
ذل?م هو (أي معاوية) أخذ البيعة لولده - يزيد - وفرضه على الدولة المسلمة وعلى الأمة المسلمة الأم الذي يعنينا الآن بحثه ، والذي ?ان السبب المباشر والأوحد في مأساة ( ?ربلاء ) ..
ويقول أيضاً :
لقد اهتزت أعطاف ( معاوية ) بالإمارة والمل? ، أربعين عاما ?املة . .
عشرين عاما، أميرا. .
وعشرين عاما، مل?ا. .
أفما ?ان ي?فيه ذل?، ثم يتر? الأمر من بعده لاختيار المسلمين، لي?ون في ذل? على الأقل وفاء بالعهد الذي أبرمه مع ( الحسن ) والذي ?ان أهم شروطه للتنازل له عن الخلافة. . ؟ ؟
على أن الشرط في رجوع الخلافة للإمام الحسين صلوات الله عليه بعد معاوية ورد في بعض المصادر ?عمدة الطالب، الذي يذ?ر الشيخ راضي آل ياسين في ?تابه صلح الحسن عليه السلام ما نصه:
المادة الثانية:
أن ي?ون الأمر للحسن من بعده (?ما أسلفنا ذ?ره)، فان حدث به حدث فلأخيه الحسين(?ما في عمدة الطالب لابن المهنا ص 52)، وليس لمعاوية أن يعهد به إلى احد (وقد ذ?رنا ذل? مسبقاً).
وفي اعتقادي حتى ولم يذ?روا هذا الشرط، فلابد من وجوده لحفظ الإسلام والمسلمين..!!
وأضعف الإيمان أن نقول ليس هنا? أي شرعية لخلافة يزيد على المسلمين، فجاء في الصواعق لابن حجر ص 81 : بسم الله الرحمن الرحيم هذا ما صالح عليه الحسن بن علي رضي الله عنهما معاوية بن أبي سفيان ، صالحه على أن يسلم إليه ولاية المسلمين ، على أن يعمل فيها ب?تاب الله تعالى وسنة رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم وسيرة الخلفاء الراشدين المهديين ، وليس لمعاوية بن أبي سفيان أن يعهد إلى أحد من بعده عهدا ، بل ي?ون الأمر من بعده شورى بين المسلمين ، وعلى أن الناس آمنون حيث ?انوا من أرض الله تعالى في شامهم وعراقهم وحجازهم ويمنهم ، وعلى أن أصحاب علي وشيعته آمنون على أنفسهم وأموالهم ونسائهم وأولادهم حيث ?انوا ، وعلى معاوية بن أبي سفيان بذل? عهد الله وميثاقه ، وأن لا يبتغي للحسن بن علي ولا لأخيه الحسين ولا لأحد من بيت رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم غائلة سرا وجهرا ، ولا يخيف أحدا منهم في أفق من الآفاق ، أشهد عليه فلان ابن فلان و?فى بالله شهيدا .!!
إذاً فالإمام الحسين صلوات الله عليه هو الخليفة دون ريب لأفضليته على جميع الناس، إذاً فيزيد بن معاوية خارجي، خرج على خليفة المسلمين، وعلى ذل?، ألا يحق لخليفة المسلمين أن يعاقب ويحارب من يتعدى ويخرج على الإسلام..؟؟
الأمر الثاني: أليس الإصلاح في الأرض والأمر بالمعروف والنهي عن المن?ر واجبان..؟؟ جاء في صحيح مسلم ج: 1 ص: 69 باب بيان ?ون النهي عن المن?ر من الإيمان وأن الإيمان يزيد وينقص وأن الأمر بالمعروف والنهي عن المن?ر واجبان ح49 حدثنا أبو ب?ر بن أبي شيبة حدثنا و?يع عن سفيان ح وحدثنا محمد بن المثنى حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة ?لاهما عن قيس بن مسلم عن ثم طارق بن شهاب وهذا حديث أبي ب?ر قال أول من بدأ بالخطبة يوم العيد قبل الصلاة مروان فقام إليه رجل فقال الصلاة قبل الخطبة فقال قد تر? ما هنا ل? فقال أبو سعيد أما هذا فقد قضى ما عليه سمعت رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم يقول من رأى من?م من?راً فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذل? أضعف الإيمان..!!
بعض الملاحظات :
أولاً: الأمر الذي صدر من الرجل بنهيه عن المن?ر قبال تغيير السنة من قبل مروان لا يضاهي الخطورة التي وصل إليها الحال في ح?ومة يزيد بن معاوية ( وإن ?ان تغيير السنة أمرٌ عظيم وقد زاد حده في عهد معاوية بن أبي سفيان) حيث وقعت الأمة الإسلامية على مفرقين أحدهما ال?فر وهو مقدم إذا لم يتدخل أولوا الأمر لإيقاف ما يجري على الإسلام..!!
ثانياً: الحديث يتحدث عن درجات أناس يأمرون بالمعروف وينهون عن المن?ر، فقمة أولئ? الناس هم من يغير المن?ر بيده، فهل يا تُرى يوجد أفضل من أبي عبدالله الحسين صلوات الله عليه على وجه الخليقة من يقوم بهذا الأمر لدحر وإيقاف منا?ير يزيد بن معاوية..؟؟ وهل تقبل أن ي?ون الإمام الحسين عليه السلام مع ضعيفي الإيمان وهو سبط رسول الله صلوات الله عليه وبن أمير المؤمنين وسيد المتقين، والآية التي ذ?رتها في المقدمة إنما تصف المتقين، حيث قال تعالى «وَمَا يَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَلَنْ يُ?فَرُوهُ وَالله عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ» ، والإمام الحسين صلوات الله عليه على رأسهم، ?يف لا وهو سيد شباب أهل الجنة..؟؟
وحديث آخر في صحيح مسلم ج: 1 ص: 69 ح50 حدثني عمرو الناقد وأبو ب?ر بن النضر وعبد بن حميد واللفظ لعبد قالوا حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد قال حدثني أبي عن صالح بن ?يسان عن الحارث عن جعفر بن عبد الله بن الح?م عن عبد الرحمن بن المسور عن أبي رافع عن عبد الله بن مسعود أن رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم قال ثم ما من نبي بعثه الله في أمة قبلي إلا ?ان له من أمته حواريون وأصحاب يأخذون بسنته ويقتدون بأمره ثم إنها تخلف من بعدهم خلوف يقولون مالا يفعلون ويفعلون مالا يؤمرون فمن جاهدهم بيده فهو مؤمن ومن جاهدهم بلسانه فهو مؤمن ومن جاهدهم بقلبه فهو مؤمن وليس وراء ذل? من الإيمان حبة خردل قال أبو رافع فحدثت عبد الله بن عمر فأن?ره علي فقدم بن مسعود فنزل بقناة فاستتبعني إليه عبد الله بن عمر يعوده فانطلقت معه فلما جلسنا سألت بن مسعود عن هذا الحديث فحدثنيه ?ما حدثته بن عمر قال صالح وقد تحدث بنحو ذل? عن أبي رافع..!!
بعض الملاحظات:
أولاً: الرسول صلوات الله عليه وآله يخبر عن وجود حواريين يقتدون به، والإمام الحسين صلوات الله عليه هو سبط رسول الله صلوات الله عليه وآله وفلذة ?بده، وهدي رسول الله بين جنبيه صلوات الله عليهم، ففي صحيح ابن حبان (بسند حسن) في ذ?ر إثبات محبة الله جل وعلا لمحبي الحسين بن علي صلوات الله عليهما في ج: 15 ص: 427: ح6971 أخبرنا الحسن بن سفيان (صدوق) حدثنا أبو ب?ر بن أبي شيبة حدثنا عفان (الحافظ الصدوق الثقة) حدثنا وهيب بن خالد (ثقة ثبت) عن عبد الله بن عثمان بن خثيم (صالح الحديث) عن سعيد بن أبي راشد (وليس بالسما?) عن يعلى العامري ثم أنه خرج مع رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم إلى طعام دعوا له فإذا حسين يلعب فاستقبل أمام القوم ثم بسط يده فجعل الصبي يفرها هنا مرة وها هنا مرة وجعل رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم يضاح?ه حتى أخذه رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم فجعل إحدى يديه تحت ذقنه والأخرى تحت قفاه ثم قنع رأسه فوضع فاه على فيه فقبله وقال حسين مني وأنا من حسين أحب الله من أحب حسينا حسين سبط من الأسباط..!!
فمن هذا الحديث يتبين ل? بأن الإمام الحسين صلوات الله عليه ليس شخصاً عادياً بل يجب الإلتفات إلى ما ?ان من رسول الله تجاهه ( فلا يقول أحد?م لأنه ابنه يلاطفه ويلاعبه ) :
1_ وضع يديه تحت ذقنه وقفاه أستخلص منه بأن ذل? ليس إلا لأنها عنق شخصِ يقوم على صاحبها الإسلام، وعلى أن صاحبها إنسانٌ ت?ون من التضحية بدمه في سبيل الإنسانية والعقيدة،،
2_ وضع فاه على فيه فقبله، وهل يلثم رسول الله صلوات الله عليه فم من لا ينطق بالحق أو يزل لسانه عن قول الصواب، و?أنها إشارة –بأبي هو وأمي ونفسي- لما ستلاقيه من آل آمية عند بعث الرأس المقدس للقذرين بن مرجان ويزيد اللاشرعيين،،
3_ فقال حسين مني وأنا مني حسين، وفي معنى هذا القول ?حديث علي من وأنا من علي ففي فيض القدير ج: 4 ص: 357 علي مني وأنا من علي أي هو متصل بي وأنا متصل به في الاختصاص والمحبة وغيرهما ومن هذه تسمى اتصالية من قولهم فلان ?أنه بعضه متحد به لاختلاطهما ولا يؤدي عني إلا أنا أو علي ?ان الظاهر أن يقال لا يؤدي عني إلا علي فأدخل أنا تأ?يد لمعنى الاتصال في قوله علي مني وأنا من علي، فالإمام الحسين صلوات الله عليه ?ذل?، نفس رسول الله صلوات الله عليه وآله بين جنبيه يعمل بهديه..!!
4_ أحب الله من أحب حسينا، و?لمة ليس فقط ?ونها توجب محبته، بل ?لمة توجب إتباعه إذ لا ت?ون المحبة إلا بالإتباع، فقال الله سبحانه وتعالى في ?تابه ﴿قُلْ إِن ?نتُمْ تُحِبُّونَ الله فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْ?مُ الله وَيَغْفِرْ لَ?مْ ذُنُوبَ?مْ وَالله غَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴾ (31) سورة آل عمران، وهو نفس رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله، فمن يدعي محبته وجبت عليه موالاته وإتباعه..!!
5_ حسين سبط من الأسباط، تذ?ير لهم بأنه ابن ابنته فاطمة الزهراء صلوات الله عليهم، وقطعة منه وريحانته هو وأخيه الحسن صلوات الله عليهما فقد جاء في صحيح البخاري ج: 3 ص: 1371: ح3543 حدثني محمد بن بشار حدثنا غندر حدثنا شعبة عن محمد بن أبي يعقوب سمعت بن أبي نعم سمعت عبد الله بن عمر وسأله عن المحرم قال شعبة أحسبه يقتل الذباب فقال ثم أهل العراق يسألون عن الذباب وقد قتلوا بن ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال النبي صلى الله عليه وسلم هما ريحانتاي من الدنيا..!!
6_ وجامع الأمر في « فجعل إحدى يديه تحت ذقنه والأخرى تحت قفاه ثم قنع رأسه فوضع فاه على فيه فقبله وقال حسين مني وأنا من حسين أحب الله من أحب حسينا حسين سبط من الأسباط» ليس إلا مناجاة، تذ?رنا بموقف العقيلة زينب صلوات الله عليها حينما رفعت ذا? الجسد الطاهر في ليلة الحادي عشر من المحرم، وقالت «اللهم تقبل منا هذا القربان»، ولعلمه صلوات الله عليه وعلى آله ما ي?ون عليه بعد رحيله ، وليقيم الحجة عليهم، على أن ينصروه ولا يخذلوه، وأن يتبعوه، ومن خذله فقد باء بغضبٍ من الله، فاسمعوا وعوا أيها المسلمون...!!
ولنذ?ر حديث آخر عن لسان مولانا أبي عبدالله الحسين صلوات الله عليه، ينقله الطبري في تاريخه ج: 3 ص: 306: قال أبو مخنف عن عقبة بن أبي العيزار إن الحسين خطب أصحابه وأصحاب الحر بالبيضة فحمد الله وأثنى عليه ثم قال أيها الناس إن رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم قال من رأى سلطانا جائرا مستحلا لحرم الله نا?ثا لعهد الله مخالفا لسنة رسول الله يعمل في عباد الله بالإثم والعدوان فلم يغير عليه بفعل ولا قول ?ان حقا على الله أن يدخله مدخله ألا وإن هؤلاء قد لزموا طاعة الشيطان وتر?وا طاعة الرحمن وأظهروا الفساد وعطلوا الحدود بالفيء وأحلوا حرام الله وحرموا حلاله وأنا أحق قد أتتني ?تب?م وقدمت علي رسل?م ببيعت?م أن?م لا تسلموني ولا فإن على بيعت?م تصيبوا رشد?م فأنا الحسين بن علي وابن فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم نفسي مع أنفس?م وأهلي مع أهلي?م فل?م في أسوة وإن لم تفعلوا ونقضتم عهد?م بيعتي من أعناق?م فلعمري ما هي ل?م بن?ر لقد فعلتموها بأبي وأخي وابن عمي مسلم والمغرور من اغتر ب?م أخطأتم ونصيب?م ضيعتم ومن ن?ث فإنما ين?ث على نفسه وسيغني الله عن?م.....!!
بعض الملاحظات:
أولاً: يستفتح سبط الرسول صلوات الله عليه وآله خطبته بهذا الحديث الشريف «من رأى سلطانا جائرا مستحلا لحرم الله نا?ثا لعهد الله مخالفا لسنة رسول الله يعمل في عباد الله بالإثم والعدوان فلم يغير عليه بفعل ولا قول ?ان حقا على الله أن يدخله مدخله»، دليلٌ على أن هنا? شخصاً قد خالف سنة رسول الله وعمل بما لا يرضي الله عزوجل فأصبح عدو لله ورسوله، وهذا ما يؤ?ده قول الإمام بعد ذ?ر الحديث مشيراً ليزيد وجيشه بقيادة عمر بن سعد لعنهم الله، حيث يقول فيهم «وإن هؤلاء قد لزموا طاعة الشيطان وتر?وا طاعة الرحمن وأظهروا الفساد وعطلوا الحدود بالفيء وأحلوا حرام الله وحرموا حلاله»..!!
ثانياً: من س?ت عن الظلم، فإن الله عز وجل سيدخله مدخل ذا? الظالم، أفتريدون من سبط رسول الله صلوات الله عليه أن يس?ت عن الظلم ليضرب بحديث جده رسول الله صلوات الله عليه وآله عرض الجدار ?ما فعل ذل? بعض الذين تقدسونهم وتجلونهم..؟؟
ثالثاً: يذ?ره الإمام صلوات الله عليه بأن هنا? بيعة في أعناقهم، ويذ?رهم بنسبه الشريف، قائلاً «فأنا الحسين بن علي وابن فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم»، وفيه أن ما يصدر منه إن هو إلا حجة، يجب الأخذ بها، ومن ردها فإنما يرد على الله العلي العظيم، لأنه عليه الصلاة والسلام نزلت فيه وفي جده وأبيه وأمه وأخيه « إِنَّمَا يُرِيدُ الله لِيُذْهِبَ عَن?مُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَ?مْ تَطْهِيرًا» (33) سورة الأحزاب، وهذا ما يدل عليه في ذيل حديثه صلوات الله عليه، فقال «ومن ن?ث فإنما ين?ث على نفسه وسيغني الله عن?م»..!!
الأمر الثالث: ماذا لو قعد الإمام الحسين صلوات الله عليه عن الجهاد في سبيل الله، ماذا ستقولون...؟؟ ماذا لو تم?ن يزيد من الأمة الإسلامية وسيطرة على مقدراتها وهو ذا? الفاسق الفاجر البعيد عن الدين ب?ل ما لل?لمة من معنى، الذي لم ير قط إلا الخمر على شفتيه القذرتين، بالله علي?م ماذا سيفعل..؟؟
دعني أذ?ر?م بأعمال أبيه القبيحة التي لم يجرؤ المشر?ون على فعلها ( ولم يفعلها إلا آل أمية ) وحتى يعرف من خفي عليه ويرجع من عاند لجادة الحق والصواب، ال?ل يعلم بأن سياسة عثمان بن عفان وح?ومتة المادية في البلاد ، منحت الأمويين وبعض أبناء القرشيين الولايات الخاصة على أموال المسلمين وت?ديسها الأمر الذي أدى إلى خلق الإضطراب في الحياة الاقتصادية بل في جميع مناحي الحياة ، وأشاعت القلق والتذمّر في جميع الأوساط الإسلامية ، فاتجهت قطعات من الجيوش المرابطة في العراق ومصر إلى يثرب ، وطالبت عثمان بالاستقامة في سياسته ، وإبعاد الأمويين عن جهاز الدولة ، ?ما طالبوه بصورة خاصة بإبعاد ح?يم أيامه ومدبر أموره الحقيرة الحقير الناصبي مروان بن الح?م الذي ?ان يعمل بصورة م?شوفة لتأجيج نار الفتنة في البلاد.
هذا ولم يستجب عثمان لمطالب الثوّار ، ولم يخضع لرأي الناصحين له ، والمشفقين عليه ، فلقي حتفه على أبدي الصحابة، فتذرع الانتهازيّون من الأمويين بمقتل عثمان فطبّلوا له ، ورفعوا قميصه الملطّخ بدمائه فجعلوه شعاراً لتمرّدهم على ح?م الإمام أمير المؤمنين صلوات الله عليه ذل? الح?م القائم على الحق والعدل.
وبسبب تل? الح?ومة ألقيت الفتنة بين المسلمين ، وحُصرت الثروة عند الأمويين وآل أبي معيط ، وعملائهم من القرشيين الحاقدين على العدل الإجتماعي ، وبذل? استطاعوا القيام بعصيان مسلّح ضدّ ح?ومة الإمام أمير المؤمنين صلوات الله عليه التي ?انت امتداداً ذاتياً لح?ومة الرسول الأعظم صلوات الله عليه وآله، ف?انت حروب متوالية على الإسلام، ف?انت الجمل صفين والنهروان، فأما ما بعد صفين وبعد التح?يم بالتحديد تجرعت الأمة المر من ح?ومة الطليق معاوية، فلم يبق مؤمناً يوالي أمير المؤمنين صلوات الله عليه إلا قلته أو سجنه أو نفاه، فماذا صنع بحجر بن عدي، وبرشيد الهجري، وغيرهم من المؤمنين الأخيار، و?ذب على الله ورسوله، فدفع الأموال الطائلة لرواة الأحاديث لتأليف الأحاديث، فتسابق ال?ذابة على رواية الروايات والأحاديث الم?ذوبة عن لسان رسول رب العالمين صلوات الله عليه وآله لنيل الصِلاة، فإلي? ما جاء في شرحنهجالبلاغة لابن أبي الحديد عند ذ?ر بعض ما مني به آل البيت من الأذى و الاضطهاد ج : 11 ص : 43 قال: و قد روي أن أبا جعفر محمد بن علي الباقر ع قال لبعض أصحابه يا فلان ما لقينا من ظلم قريش إيانا و تظاهرهم علينا و ما لقي شيعتنا و محبونا من الناس إن رسول الله ص قبض و قد أخبر أنا أولى الناس بالناس فتمالأت علينا قريش حتى أخرجت الأمر عن معدنه و احتجت على الأنصار بحقنا و حجتنا ثم تداولتها قريش واحد بعد واحد حتى رجعت إلينا فن?ثت بيعتنا و نصبت الحرب لنا و لم يزل صاحب الأمر في صعود ?ئود حتى قتل فبويع الحسن ابنه و عوهد ثم غدر به و أسلم و وثب عليه أهل العراق حتى طعن بخنجر في جنبه و نهبت عس?ره و عولجت خلاليل أمهات أولاده فوادع معاوية و حقن دمه و دماء أهل بيته و هم قليل حق قليل ثم بايع الحسين ع من أهل العراق عشرون ألفا ثم غدروا به و خرجوا عليه و بيعته في أعناقهم و قتلوه ثم لم نزل أهل البيت نستذل و نستضام و نقصى و نمتهن و نحرم و نقتل و نخاف و لا نأمن على دمائنا و دماء أوليائنا و وجد ال?اذبون الجاحدون ل?ذبهم و جحودهم موضعا يتقربون به إلى أوليائهم و قضاة السوء و عمال السوء في ?ل بلدة فحدثوهم بالأحاديث الموضوعة الم?ذوبة و رووا عنا ما لم نقله و ما لم نفعله ليبغضونا إلى الناس و ?ان عظم ذل? و ?بره زمن معاوية بعد موت الحسن ع فقتلت شيعتنا ب?ل بلدة و قطعت الأيدي و الأرجل على الظنة و ?ان من يذ?ر بحبنا و الانقطاع إلينا سجن أو نهب ماله أو هدمت داره ثم لم يزل البلاء يشتد و يزداد إلى زمان عبيد الله بن زياد قاتل الحسين ع ثم جاء الحجاج فقتلهم ?ل قتلة و أخذهم ب?ل ظنة و تهمة حتى أن الرجل ليقال له زنديق أو ?افر أحب إليه من أن يقال شيعة علي و حتى صار الرجل الذي يذ?ر بالخير و لعله ي?ون ورعا صدوقا يحدث بأحاديث عظيمة عجيبة من تفضيل بعض من قد سلف من الولاة و لم يخلق الله تعالى شيئا منها و لا ?انت و لا وقعت و هو يحسب أنها حق ل?ثرة من قد رواها ممن لم يعرف ب?ذب و لا بقلة ورع...!!!
وقال أيضاً في نفس الجزء ص : 44
و روى أبو الحسن علي بن محمد بن أبي سيف المدائني في ?تاب الأحداث قال ?تب معاوية نسخة واحدة إلى عماله بعد عام الجماعة أن برئت الذمة ممن روى شيئا من فضل أبي تراب و أهل بيته فقامت الخطباء في ?ل ?ورة و على ?ل منبر يلعنون عليا و يبرءون منه و يقعون فيه و في أهل بيته و ?ان أشد الناس بلاء حينئذ أهل ال?وفة ل?ثرة من بها من شيعة علي ع فاستعمل عليهم زياد ابن سمية و ضم إليه البصرة ف?ان يتتبع الشيعة و هو بهم عارف لأنه ?ان منهم أيام علي ع فقتلهم تحت ?ل حجر و مدر و أخافهم و قطع الأيدي و الأرجل و سمل العيون و صلبهم على جذوع النخل و طرفهم و شردهم عن العراق فلم يبق بها معروف منهم و ?تب معاوية إلى عماله في جميع الآفاق ألا يجيزوا لأحد من شيعة علي و أهل بيته شهادة و ?تب إليهم أن انظروا من قبل?م من شيعة عثمان و محبيه و أهل ولايته و الذين يروون فضائله و مناقبه فادنوا مجالسهم و قربوهم و أ?رموهم و ا?تبوا لي ب?ل ما يروي ?ل رجل منهم و اسمه و اسم أبيه و عشيرته. ففعلوا ذل? حتى أ?ثروا في فضائل عثمان و مناقبه لما ?ان يبعثه إليهم معاوية من الصلات و ال?ساء و الحباء و القطائع و يفيضه في العرب منهم و الموالي ف?ثر ذل? في ?ل مصر و تنافسوا في المنازل و الدنيا فليس يجيء أحد مردود من الناس عاملا من عمال معاوية فيروي في عثمان فضيلة أو منقبة إلا ?تب اسمه و قربه و شفعه فلبثوا بذل? حينا. ثم ?تب إلى عماله أن الحديث في عثمان قد ?ثر و فشا في ?ل مصر و في ?ل وجه و ناحية فإذا جاء?م ?تابي هذا فادعوا الناس إلى الرواية في فضائل الصحابة و الخلفاء الأولين و لا تتر?وا خبرا يرويه أحد من المسلمين في أبي تراب إلا و تأتوني بمناقض له في الصحابة فإن هذا أحب إلى و أقر لعيني و أدحض لحجة أبي تراب و شيعته و أشد عليهم من مناقب عثمان و فضله. فقرئت ?تبه على الناس فرويت أخبار ?ثيرة في مناقب الصحابة مفتعلة لا حقيقة لها وجد الناس في رواية ما يجري هذا المجرى حتى أشادوا بذ?ر ذل? على المنابر و ألقي إلى معلمي ال?تاتيب فعلموا صبيانهم و غلمانهم من ذل? ال?ثير الواسع حتى رووه و تعلموه ?ما يتعلمون القرآن و حتى علموه بناتهم و نساءهم و خدمهم و حشمهم فلبثوا بذل? ما شاء الله. ثم ?تب إلى عماله نسخة واحدة إلى جميع البلدان انظروا من قامت عليه البينة أنه يحب عليا و أهل بيته فامحوه من الديوان و أسقطوا عطاءه و رزقه و شفع ذل? بنسخة أخرى من اتهمتموه بمولاه هؤلاء القوم فن?لوا به و أهدموا داره فلم ي?ن البلاء أشد و لا أ?ثر منه بالعراق و لاسيما بال?وفة حتى أن الرجل من شيعة علي ع ليأتيه من يثق به فيدخل بيته فيلقي إليه سره و يخاف من خادمه و مملو?ه و لا يحدثه حتى يأخذ عليه الأيمان الغليظة لي?تمن عليه فظهر حديث ?ثير موضوع و بهتان منتشر و مضى على ذل? الفقهاء و القضاة و الولاة و ?ان أعظم الناس في ذل? بلية القراء المراءون و المستضعفون الذين يظهرون الخشوع و النس? فيفتعلون الأحاديث ليحظوا بذل? عند ولاتهم و يقربوا مجالسهم و يصيبوا به الأموال و الضياع و المنازل حتى انتقلت تل? الأخبار و الأحاديث إلى أيدي الديانين الذين لا يستحلون ال?ذب و البهتان فقبلوها و رووها و هم يظنون أنها حق و لو علموا أنها باطلة لما رووها و لا تدينوا بها. فلم يزل الأمر ?ذل? حتى مات الحسن بن علي ع فازداد البلاء و الفتنة فلم يبق أحد من هذا القبيل إلا و هو خائف على دمه أو طريد في الأرض. ثم تفاقم الأمر بعد قتل الحسين ع و ولي عبد المل? بن مروان فاشتد على الشيعة و ولى عليهم الحجاج بن يوسف فتقرب إليه أهل النس? و الصلاح و الدين ببغض علي و موالاة أعدائه و موالاة من يدعي من الناس أنهم أيضا أعداؤه فأ?ثروا في الرواية في فضلهم و سوابقهم و مناقبهم و أ?ثروا من الغض من علي ع و عيبه و الطعن فيه و الشنئان له حتى أن إنسانا وقف للحجاج و يقال إنه جد الأصمعي عبد المل? بن قريب فصاح به أيها الأمير إن أهلي عقوني فسموني عليا و إني فقير بائس و أنا إلى صلة الأمير محتاج فتضاح? له الحجاج و قال للطف ما توسلت به قد وليت? موضع ?ذا. و قد روى ابن عرفة المعروف بنفطويه و هو من أ?ابر المحدثين و أعلامهم في تاريخه ما يناسب هذا الخبر و قال إن أ?ثر الأحاديث الموضوعة في فضائل الصحابة افتعلت في أيام بني أمية تقربا إليهم بما يظنون أنهم يرغمون به أنوف بني هاشم..!!
فإذا ?انت هذه سياسة أبيه وهو هو، ف?يف به وهو المعلن بالفسق والفجور...؟؟
ودعني أذ?ر غيضاً من فيض، أذ?ره من تهذيب التهذيب للعسقلاني الشافعي في ج: 11 ص: 316: 600 مد أبي داود في المراسيل يزيد بن معاوية بن أبي سفيان صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس أبو خالد ولد في خلافة عثمان وعهد إليه أبوه بالخلافة فبويع سنة ستين وأبي البيعة عبد الله بن الزبير ولاذ بم?ة والحسين بن علي ونهض إلى ال?وفة وأرسل بن عمه مسلم بن عقيل بن أبي طالب ليبايع له بها:
1) فقتله عبيد الله بن زياد
2) وأرسل الجيوش إلى الحسين فقتل ?ما تقدم في ترجمته سنة إحدى وستين (قلت وسبى ثقل رسول الله صلوات الله عليهم في البلدان، تصهرهم حرارة الشمس وأذن للناس بالتفرج على بنات الرسالة و?انوا يضربونهم بالسياط وسنان الرماح..إلخ) ثم خرج أهل المدينة على يزيد وخلعوه في سنة ثلاث وستين
3) فأرسل إليهم مسلم بن عقبة المري وأمره أن يستبيح المدينة ثلاثة أيام
4) وأن يبايعهم على إنهم خول وعبيد ليزيد فإذا فرغ منها
5) نهض إلى م?ة لحرب بن الزبير
6) ففعل بها مسلم الأفاعيل القبيحة وقتل بها خلقا من الصحابة وأبنائهم وخيار التابعين وأفحش القضية إلى الغاية ثم توجه إلى م?ة فأخذه الله تعالى قبل وصوله واستخلف على الجيش حصين بن نمير الس?وني
7) فحاصروا بن الزبير
8) ونصبوا على ال?عبة المنجنيق فأدى ذل? إلى وهي أر?انها ووهي بنائها
9) ثم أحرقت وفي أثناء أفعالهم القبيحة فجئهم الخبر بهلا? يزيد بن معاوية فرجعوا و?فى الله المؤمنين القتال (قلت وأي مؤمنون تقصد يا عسقلاني، أفي جيش يزيد مسلم حتى تقول مؤمنون، أم أن? تريد بهم من ?فوا شر يزيد الذي ي?ون ?افراً ومن معه على ضوء الآية ال?ريمة ﴿وَرَدَّ الله الَّذِينَ ?فَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْرًا وَ?فَى الله الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ وَ?انَ الله قَوِيًّا عَزِيزًا﴾ (25) سورة الأحزاب)...!!
وبعد هذا الفسق والفجور الذي لا مثيل له على مر العصور وفي تاريخ الإنسانية، تقولون بأن مولانا الحسين صلوات الله عليه لم يصب في خروجه..؟؟
يقول الشيخ الأزهري خالد محمد خالد في ?تابه "أبناء الرسول في ?ربلاء" ص70 :
ويزيد، قبل هذا، وبعد هذا، تنقصه ?ل مقومات الرجل المناسب للم?ان المناسب..
فهو مفلس إفلاسا تاما من ?ل ما ?ان لأبيه من دهاء، وشخصية، وذ?اء، ومقدرة.. !
ففيم استخلافه.. ؟
وبأي رشد وأي ضمير ، يفرض واحد هذا شأنه على الإسلام وعلى المسلمين ؟ !
ثم أين عهده مع ( الحسن ) على أن يتر? الأمر بعد شورى، حيث يختار الناس من يرتضون.. ؟! ول?ن معاوية فعلها!
وعودٌ على بدأ، من ذا الذي خرج على إمام زمانه، أهو سبط رسول الله صلوات الله عليه وآله، أم ابن الطليق معاوية...؟؟
قال الله العلي العظيم في ?تابه العزيز، بسم الله الرحمن الرحيم : «إِنَّ الَّذِينَ يَ?فُرُونَ بِآيَاتِ الله وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنْ النَّاسِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ»....آل عمران/21.
جاء في تاريخ الطبري : ج 4 ص 261 في ذ?ر وصبة الإمام الحسين صلوات الله عليه لأخيه محمد ما نصه: بسم الله الرحمن الرحيم " هذا ما أوصى به الحسين بن علي بن أبي طالب إلى أخيه محمد بن علي المعروف بابن الحنفية " إن الحسين بن علي يشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شري? له ، وأن محمدا عبده ورسوله جاء بالحق من عند الحق ، وأن الجنة والنار حق ، وأن الساعة آتية لا ريب فيها ، وأن الله يبعث من في القبور ، إني لم أخرج أشرا ولا بطرا ولا مفسدا ولا ظالما وإنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، وأريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المن?ر ، وأسير بسيرة جدي محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وسيرة أبي علي بن أبي طالب فمن قبلني بقبول الحق فالله أولى بالحق ، ومن رد علي هذا صبرت حتى يقضي الله بيني وبين القوم بالحق ويح?م بيني وبينهم وهو خير الحا?مين ، هذه وصيتي إلي? يا أخي وما توفيقي إلا بالله عليه تو?لت وإليه أنيب ، والسلام علي? وعلى من اتبع الهدى ، ولا قوة إلا بالله العلي العظيم "..!!
أمازلت أيها المغلوب على أمر? متحير في الأمر، حاول أن تجيب، من خرج على إمام زمانه..!!؟
فإن قلت أن يزيداً خرج على إمام زمانه، فقد واليت وجعلت أعداء الله ورسوله صلى الله عليه وآله أولياء ل? وبذا ?نت مصداقاً للآية ال?ريم، بسم الله الرحمن الرحيم : «إِنَّمَا يَنْهَا?مْ الله عَنْ الَّذِينَ قَاتَلُو?مْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُو?مْ مِنْ دِيَارِ?مْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِ?مْ أَنْ تَوَلَّوْهُمْ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ فَأُوْلَئِ? هُمْ الظَّالِمُونَ»...الممتحنة/9.
وإن قلت أن الإمام الحسين عليه السلام خرج على إمام? يزيد والأمة، فقد قلت عظيماً بل قول? هذا ?فرٌ فاضحٌ لأن الإمام الحسين عليه السلام مصداقٌ للآية ال?ريمة، بسم الله الرحمن الرحيم : «إِنَّمَا يُرِيدُ الله لِيُذْهِبَ عَنْ?مْ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَ?مْ تَطْهِيرًا»...الأحزاب/33 ولا تصدر منه القبائح وقد صرح هو بذل? في مواطن ?ثيرة ومنها ما ذ?رنا آنفاً..!!؟
اللهم نسأل? الثبات على ولايتهم والبراءة من أعدائهم، يا صاحب الأمر، أقسم علي? بضلع الزهراء صلوات الله عليها إلا نظرت إليّ وشفعتني عند الله عز وجل، على أن أدر? أيام? الزاهرة وأعلام? الباهرة فأ?ون عبد? متصرف بين أمر? ونهي? أرجو به الشهادة بين يدي? والفوز لدي?، يا مولاي، وإن أدر?ني الموت قبل ظهور? فإني أتوسل ب? وبآبآئ? الطاهرين إلى الله تعالى وأساله أن يصلي على محمد وآل محمد وأن يجعل لي ?رة في ظهور? ورجعة في أيام? لابلغ من طاعت? مرادي وأشفي من أعدآئ? فؤادي، والسلام علي? ورحمة الله وبر?اته،،،
والحمد لله رب العالمين،،،