الرد على من يقول بأن أمير المؤمنين عليه السلام عصى رسول الله صلوات الله عليه وآله في الحذيبية
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآله الطاهرين
جاء في صحيح البخاري ج: 2 ص: 959: ح2551 حدثنا محمد بن بشار حدثنا غندر حدثنا شعبة عن أبي إسحاق قال سمعت البراء بن عازب رضي الله عنهما قال ثم لما صالح رسول الله صلى الله عليه وسلم أهل الحديبية كتب علي بينهم كتابا فكتب محمد رسول الله فقال المشركون لا تكتب محمد رسول الله لو كنت رسولا لم نقاتلك فقال لعلي امحه فقال علي ما أنا بالذي أمحاه فمحاه رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده وصالحهم على أن يدخل هو وأصحابه ثلاثة أيام ولا يدخلوها إلا بجلبان السلاح فسألوه ما جلبان السلاح فقال القراب بما فيه..إنتهى!
وراجع العديد من المصادر في هذا الباب، مثل صحيح مسلم ج: 3 ص: 1409:ح1783، مسند أحمد ج: 4 ص: 291، وغيرها!
يقول المخالفون بأن أمير المؤمنين صلوات الله عليه خالف رسول الله صلوات الله عليه وآله وعصاه ولم يمحوا الكتاب!
نترك علماءهم للرد على هذه الشبهة:
يقول أحمد بن علي الرازي الجصاص (ت 370هـ) في الفصول في الأصول تحقيق دكتر عجيل جاسم النمشي ج 4 ص 35 :
ولم ينكر على علي رضي الله عنه اجتهاده في ترك محوها ، لانه لم يقصد به مخالفة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإنما قصد تعظيم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وتبجيل ذلك الاسم ، ورأى أن لا يمحوه هو ليمحوه غيره فكان ذلك طاعة منه لله تعالى ، ولو كان النبي صلى الله عليه وسلم قال له : ( قد ) فرض الله عليك محوها لمحاها بيده!
بل إن فعل أمير المؤمنين صلوات الله عليه من الأدب المستحب
يقول يحيى بن شرف النووي (631-676هـ) في شرحه على صحيح مسلم ج: 12 ص: 135:
قوله فقال النبي صلى الله عليه وسلم لعلي امحه فقال ما أنا بالذي أمحاه هكذا هو في جميع النسخ بالذي أمحاه وهي لغة في أمحوه وهذا الذي فعله علي رضي الله عنه من باب الأدب المستحب لأنه لم يفهم من النبي صلى الله عليه وسلم تحتيم محو علي بنفسه ولهذا لم ينكر ولو حتم محوه بنفسه لم يجز لعلي تركه ولما أقره النبي صلى الله عليه وسلم على المخالفة..!!
والحمد لله رب العالمين