قلوب في غرفة الانعاش(2)

 

هدوء الليل وسكونه ونسيمه العليل يمثل للشاعر ترانيم عذبة قيثارة
 تعزف أجمل الألحان
وميض  النجوم  والمحتضنة بوقار بسط السماء تبدوله لوحة فنية رائعة
صاغها الله سبحانه وتعالى لنمتع الروح والأعين  بذلك الجمال الأخاذ
قد تكون تلك اللوحة مغايرة تماما لدى  أناس آخرين  لا يفقهون لغة الجمال
لايرونه بسبب تعلقهم  بالحياة المادية الزائفة   .لا ينظرون ماوراء الأفق ولا يستطيعون
خرق الحجب .
لا يذبون في فجر الجمال كما الشاعر سيف...
 كانت الحياة بالنسبة له أوتار يعزف عليها أعذب التراتيل قلبه يقرع بالحب النمير
عشق للقلم والقرطاس هما تؤمان الروح وهوائه الذي يتنفسه .
كان  الشاعر سيف فياض بالعطاء والنغم .الدموع تجعله يكتب
لظى الوعة والأسى تجعله يذوب في حرفه.وكما انه شاعر كان فقيرا.يعيش في عالم
من الأحلام الوردية يقضي وقته يتمشى على رمال الشاطئ
تُسحره أمواجه الموشاة بالبياض وهي تمر بهدوء على الرمال لتعود بدلال إلى الشاطئ
كان المكان المفضل له.........خضم من الاحا سيس التي يعيشها
تثور في أديم قلبه   يجمع كل ما يكتنف الحياة من صور.ليسطرها عقد فريد
من الأبيات الشعرية تتقاطر ألما وشجن وهمس وجمال .
هكذا  كان يشاهدها ومن يتذوق الشعر أيضا .
لكن بالنسبة لزوجته لم تكن كذلك .... فهي ترى أنها  لا تبني لها قصور ويجعلها تعيش الحياة الاستقراطية كما تتمنى
كان  همها الملذات والأموال الطائلة والحياة الهانئة ,في إحدى الليالي وبينما سيف  يناجى الليل والقمر
والنجوم فهم يمثلون له كائنات حية تتجاوب مع همسه يشعرن بفرحه وحزنه.أقبلت عليه زوجه
والشر يتطاير من عينيها .
قائلة له " أنت شاعر فاشل لم تنجح في حياتك لم تنجح في تحصيل
المال من وراء شعرك لم تبث شخصيتك بالمجتمع وتكون من ذوي الأملاك ..
 مدت يدها واختطفت الأوراق من بين يديه مزقتها وذرتها في الهواء
ونظرت له نظرة ازدراء وعلى شفتيها ابتسامة ساخرة ثم أشاحت بوجهها عنه.
هذه الصفعة كانت بالنسبة للشاعر سيف وحتى أي شاعر كان
كافية بان تعصف بقلبه وأحاسيسه المرهفة تسارعت نبضاته
اضطرب جسده جف حلقه وقع أرضا محتضنا أطفال الخلود وعزف
أوتار القلب.