الشيخ الداود في افتتاحه مؤتمر القرآن: القرآن نزل للتبشير بالحرية والشورى في المجتمع
افتتحت فعاليات ملتقى القرآن الكريم في دورته الثالثة تحت شعار (مشروع الحرية في القرآن الكريم.. وإشكاليات الواقع المعاصر) مساء يوم الخميس 16 رمضان 1426هـ بحسينية الرميح بمدينة سيهات.
وقد شهد اليوم الأول طرح ورقتين بين يدي المؤتمرين لكل من سماحة الشيخ حسن النمر بعنوان (الحرية في المنطق القرآن)، وورقة أخرى لسماحة الشيخ علي آل موسى بعنوان (القرآن والاستبداد السياسي تأملات في النماذج القرآنية).
غير أن كلمة المؤتمر الافتتاحية ألقاها سماحة الشيخ زكريا داود وأكد فيها على "أن القرآن نزل ليكرس قيم التدويل للسلطة والتبشير بالحرية والشورى في مناشط المجتمع العامة والخاصة". ورأى "أن أكثر القيم السلبية خطورة وحضوراً في تاريخنا وواقعنا المعاصر هو الاستبداد بكل أشكاله وصوره".
وأوضح سماحته بأن "القرآن الكريم عندما يستعرض التاريخ السياسي والاجتماعي للإنسان يؤكد على المسؤولية الشخصية بالنسبة لصنع الحاضر والمستقبل؛ أي أن الإنسان هو الذي يشكل واقعه بتفاصيله ومنعطفاته.
وأشار في جانب آخر من كلمته إلى" إن الاستبداد لا ينمو في المجتمع ولا تقبله الطباع بصورة مفاجئة، بل ينسل للواقع من خلال منهج وبشكل تدريجي، ولعل مفردة"خطوات الشيطان" ـ إشارة إلى الآية ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُواْ مِمَّا فِي الأَرْضِ حَلاَلاً طَيِّباً وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ﴾ ـ تبرز لنا الملامح العامة لذلك الفكر وتلك الثقافة.
ويزيد على ذلك سماحة الشيخ زكريا داود بالقول "إن الابتعاد عن شريعة الله يكرس عند الإنسان قابلية الخضوع للاستبداد وصناعته، ولعل هذه الآيات تبرز لنا أن الاستبداد ليس حالة فردية فقط، بل يتبلور ليشكل طغياناً اجتماعياً، ومع أن الصورة الأبرز في تاريخ الإنسان وواقعه المعاصر هو الاستبداد الفردي إلا أن تلك الحالة الفردية تتحول لتصبح حالة عامة، وأخطر ما يقوم به الاستبداد هو تحوله من حالة فردية إلى منهج فكري يكرس قابلية المجتمع للاستبداد.
ويصل سماحته إلى نتيجة مفادها إن "تغلغل ثقافة الخضوع لغير الله والاستسلام لإرادة الكبراء والشعور بالقهر والضعف أمام السلطان المتجبر" تؤدي "إلى إقصاء مفاهيم مثل الحرية والمشاركة والتعاقد والتداول للسلطة والحوار والتعايش، ليصبح الإكراه الديني والسياسي والثقافي والاجتماعي هو الأسلوب الأمثل الذي يمارسه الأقوياء تجاه الضعفاء وبالتعبير القرآني المتبوع تجاه التابع".
وفي ختام كلمته يخلص الشيخ زكريا إلى "إن الاستبداد والتسلط بمختلف ألوانه وأشكاله هو شيء أعمى يسير عكس حركة التاريخ والحضارة والحياة الإنسانية الطبيعية.. لأنه يقف على طرف نقيض من حرية الإنسان ومن قدرته على تحقيق الاختيار السليم، بل إنه يشل طاقة التفكير واستخدام العقل والفطرة الصافية عند الإنسان، ويرهن سعيه للمجهول، ويجعله أسيرا بيد الجهل والتخلف.
- صور من المؤتمر