آيةُ الكرسي : أعظمُ آيةٍ وذروةُ القرآنِ

حديث الجمعة 30 ربيع الأوّل 1446هـ .

شبكة مزن الثقافية مسجد المحسن بسيهات
سماحة الشيخ جواد آل جضر
سماحة الشيخ جواد آل جضر


بسم الله الرّحمن الرّحيم


 حديثُنَا فِي هذهِ الجمعةِ المباركةِ وهي الخاتِمَةُ لأيّامِ شهرِ ربيع الأوّل من عامنا هذا عن آيةِ الكرسي ولعلّ ما سأقوله لكم هو معروفٌ عند البعض وليس جديدًا فيكون كلامُنَا إنْ شاء اللهُ من بابِ التّذكير والتّأكيدِ والحثِّ على الخير وقولِهِ وفعلِهِ وإنْ شاءَ اللهُ ننالُ معكم ثواب ( الدّالُّ عَلَى الخيرِ كَفَاعِلِهِ ) .

  •  آيةُ الكرسي هي الآيةُ رقم ( 255 ) من سورة البقرة وهي قوله تعالى : 

(اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ۚ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ ۚ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۗ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِندَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ ۚ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ ۖ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ ۚ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ ۖ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا ۚ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ)  

- وسميت هذه الآية باسم ( آية الكرسي ) لاحتوائها على كلمة الكرسي ، وكلمة الكرسي هي رمز للملك والحاكمية فالله هو المالك المطلق والحاكم المطلق.

 يقول المولى محمّد صالح المازندراني في شرح أصول الكافي ج11 – ص 61 : " وهي تجمع أصول الأسماء والصّفات الإلهيّة والحياة والوحدانيّة والعلم والملك والإرادة ".

- ولا تعني أبدًا أنّ الله له حيّزٌ ومكانٌ وجسمٌ فيجلس على كرسي – والعياذُ بالله – فهذا الاعتقاد منافٍ للتّوحيد وقد ذكر ذلك أميرُ المؤمنين عليه السّلام في خطبته عن التّوحيد والمثبتة في نهج البلاغة برقم ( 186 ) في باب الخطب وفيها يقول عليه السّلام : " وَلاَ يُقَالُ: لَهُ حَدٌّ وَلاَ نِهَايَةٌ، وَلاَ انْقِطَاعٌ وَلاَ غَايَةٌ، وَلاَ أَنَّ الْأَشْيَاءَ تَحْوِيهِ فَتُقِلَّهُ  أَوْ تُهْوِيَهُ، أَوْ أَنَّ شَيْئاً يَحْمِلُهُ، فَيُمِيلَهُ أَوْ يُعَدِّلَهُ " نهج البلاغة – صبحي الصالح – خ 186 – ص 409.

- وهل آيةُ الكرسي هي واحدة فقط وهي رقم (255) أم أنّها تشمل الآيتين بعدها رقم ( 256) و(257) : (  لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ ۖ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ ۚ فَمَن يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىٰ لَا انفِصَامَ لَهَا ۗ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ )  آية 256 سورة البقرة.

( اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ ۖ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُم مِّنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ ۗ أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ )  آية 257 سورة البقرة.

- لُغويًّا : كلمة ( آية ) في صيغةِ المفردِ وتدلُّ على الواحدِ، وكلمة ( آيتان ) في صيغةِ المثنّى وتدلُّ عَلَى الاثنَينِ، وكلمة ( آيات ) في صيغةِ الجمعِ وتدلُّ على أكثرَ منِ الاثنين، وأقلُّ الجمعِ ثلاثة.

-يقولُ السّيّدُ الخوئي أستاذُ الفقهاءِ – رحمه الله – فِي كتابِ التّنقيحِ  : " الذي تقتضيهُ التّسميةُ هو خصوصُ الآيةِ الأولى حيثُ إنَّ المشتملَ عَلَى كَلِمةِ الكرسي آيةٌ واحدةٌ، نظير آيةِ النّورِ وآيةِ النّفيرِ وما شاكلهما وهو المطابقُ للأصل لدى الدّورانِ بين الأقلِّ والأكثر ".

- ومَنْ يَرغَبُ بمعرفةِ آراء العلماء والمراجع في هذه القضية يمكنه مراجعة تطبيق ( الأحكام الشّرعية ) في باب ( القراءة )، وفي باب ( الصّلاة المندوبة ).

- تردُ آيةُ الكرسي في كثيرٍ من الأذكارِ والأدعية والصّلوات فإذا جاءت في صلاة بعنوان آية الكرسي فقط كما أوردها المرحوم الشّيخ عبّاس القمّي في مفاتيح الجنان في أعمال شهر ذي الحجة الحرام في صفةِ صلاةِ يوم الغديرِ فإنَّها تقرأُ فقط إلى قوله : ( وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيم ) أي الآية رقم 255 فقط.
بينما نقل رحمه الله وفي نفس باب أعمال شهر ذي الحجة الحرام صفة صلاةِ يوم المباهلةِ وقال : " الصّلاةُ ركعتان كصلاة عيدِ الغدير وقتًا وصفةً وأجرًا ولكن فيها تقرأُ آيةَ الكرسي إلى  هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ  يعني الآيات الثّلاث.

- وردت إلينا من طريق المعصومين صلواتُ اللهِ عليهم أجمعين مجموعةٌ كبيرةٌ وثمينةٌ جدًا من الرّوايات عن آيةِ الكرسي وثوابِ قراءتها والالتزامِ بها كذكرٍ ودعاءٍ وتعقيبٍ بل وحرزٍ وأمانٍ وشفاءٍ.

  •  الرّوايات ذكرت لها :

1- عددًا.    2- وأوقاتًا.    3- وكيفيةً فتارة تقرأ واحدة وتارة الثلاث وتارة تقرأ لوحدها وتارة تقرأ مع آيات وسورٍ أخرى.   4- ومكانًا وموقعًا.   5- وذكرت الرّواياتُ لها فوائدَ عديدة تشتمل : البركة والرّحمة والرّزق والأمان والتحصين من الشّيطان وأيضًا الشفاء من العلل والأسقام.    6- وأيضًا ذكرت الرّواياتُ لها طرقًا كاللفظ أو الكتابة أو المحوِ بالماء أو القراءة على الماء . 

- تجدون الكثير جدًا في هذه الآية المباركة ولو قمتم بعمل بحثٍ عنها في محرّك البحث قوقل أو باستخدام البحث بالذكاء الاصطناعي [ Chat GPT ] ستجدون ما لا يمكنكم قراءته في وقتٍ يسيرٍ وستجدون الكثيرَ ممّا تحتاجونَ إليه في أمورِ حياتكم تتكفّلُ به هذه الآيةُ المباركة.

- ليس المطلوبُ منّا ولا منكم العملَ بكلِّ ما وردَ فيها من عددٍ ووقتٍ وكيفيةٍ ولكن يمكننا وكلٌّ حسب وقته وطاقته أن نجعل لنا وِردًا يوميًا من آية الكرسي بحسب ما جاء في الروايات الشّريفة.

- فاقتراحي لنفسي ولكم أنْ نلتزمَ بقراءتِها في واحدة أو اثنتين أو ثلاثة من المواضع وهي : 

1- الوضوء .               2- قبلَ النّوم.            3- في دُبُرِ كلِّ صلاةٍ.

- وإليكم بعض النّماذج منها وهي مأخوذةٌ من مصادرَ عديدة كالبحار للعلامة المجلسي في الجزء 89 في كتابِ القرآن وفي مستدرك الوسائل للميرزا النّوري في الجزء الرّابع وفي ثواب الأعمال للشّيخ الصّدوق وغيرها من المصادر:

1-عن علي بن الحسين عليه السّلام : قال رسول الله صلّى اللهُ عليهِ وآلهِ :" مَنْ قرأَ أربعَ آياتٍ مِنْ سورةِ البقرةِ، وآية الكرسي وآيتينِ بعدها وثلاث آياتٍ من آخرها لم برَ في نفسه وماله شيئًا يكرهه، ولا يقربُهُ شيطان ولا ينسى القرآن " .

عن الرّضا عليه السّلام :" مَنْ قرأَ آيةَ الكُرْسِيِّ عِنْدَ منامِهِ لم بخف الفالج إنْ شاءَ اللهُ" والفالجُ هو ما يسمَّى اليوم بالجلطةِ الدّماغيّة التي تسببُ الشّللَ أجارَنَا اللهُ وإيَّاكُمْ مِنْ كُلِّ سُوءٍ وعَافَى اللهُ كُلَّ مَرِيضٍ".

3-وفي ذيلِ الرّوايةِ نفسِهَا : " ومَنْ قَرَأهَا بَعدَ كُلِّ صَلَاةٍ لم يَضرّه ذو حُمَةٍ (أو) ذو حُمَّة " تقرأُ بالضّم والتّخفيف أو بالضّمِ والتّشديد وهذا المصطلح يطلق على إبرةِ العقربِ والزّنبور ونابِ الحيّة والمقصود النّهائي هو السّم وأُخِذَ هذا المعنى بالمجاورة كما في قواعد اللّغةِ. (شرح الكافي للمازندراني – ج 11 – ص 61) وقد ذكرت المعنى أيضًا كتب اللّغة والمعاجم.

4- سُئِلَ النّبيُّ صلّى اللهُ عليهِ وآلهِ : أَيُّ آيةٍ أنزلَهَا اللهُ عَلَيكَ أعظمُ ؟ قال: آيةُ الكُرسيّ .

5- سُئِلَ صلّى اللهُ عليهِ وآلهِ : القرآنُ أفضلُ أم التّوراةُ ؟ فقالَ : إنَّ فِي القرآنِ آيةً هي أفضلُ مِنْ جميع كُتبِ اللهِ وهي آيةُ الكرسي.

6- قال رسولُ اللهِ صلّى اللهُ عليهِ وآلهِ : " من قرأ آيةَ الكُرْسِيِّ في دُبُرِ كلِّ صلاةٍ مَكْتُوبة، لَمْ يمنعْهُ من دخولِ الجنّةِ إلا الموتُ، ولا يُواظِبُ عَلَيهَا إلاّ صِدِّيقٌ أو عابدٌ، ومَنْ قرأَهَا إذا أخذَ مَضْجَعَهُ، آمَنَهُ اللهُ على نفسهِ وجارِه وجارِ جارِه والأبياتِ حولَه".

7- قال رسولُ اللهِ صلّى اللهُ عليهِ وآلهِ : "  إذا قرأَ المؤمنُ آية الكرسي وجعلَ ثوابَ قراءَتِه لأهلِ القبورِ، جعلَ اللهُ تعالى لهُ من كلِّ حرفٍ ملكًا يسبَحُ لهُ إلى يومِ القيامة ".

8- قال رسولُ اللهِ صلّى اللهُ عليهِ وآلهِ لعلي عليه السّلام : " يَا عليُّ : وعليكَ بقراءَةِ آيةِ الكرسي فإنّ فِي كُلِّ حرفٍ منها أَلْفَ بَرَكَةٍ وألْفَ رَحْمَةٍ "

9- قال أبو جعفر الباقر عليه السّلام : " من قرأَ على أثرِ وضوءٍ آيةَ الكرسي مرةً أعطاه اللهُ ثوابَ أربعين عامًا، ورفعَ لهُ أربعين درجةً، وزوَّجه اللهُ تعالى أربعين حوراء".

10- عن أبي جعفر عليه السّلام : " مَنْ قرأَ آيةَ الكرسي وهو ساجدٌ لم يدخلِ النَّارَ أبدًا ".

11- قالَ الصّادقُ عليه السّلام : "إنّ لكلّ شيءٍ ذِروَةٌ وذِروَةُ القرآنِ آيةُ الكرسي".

12- قَالَ الصّادقُ عليه السّلام :" كانَ سيِّدُ العابدين عليُ بن الحسين عليه السّلام إذا أصبحَ لا يقرأُ غيرَ آيةِ الكرسي حتى تزولَ الشّمسُ، فإذا زالَتِ الشّمسُ صلَّى فإذا فرغَ من صلاتِهِ ابتدأ في سورة (  إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ )".

13- قالَ صلّى اللهُ عليهِ وآلهِ :

1-" مَنْ قرأَ آيةَ الكرسي مرّةً : مُحِيَ اسمُهُ مِنْ دِيوَانِ الأشْقِياءِ " .
2-" وَمَنْ قَرَأَهَا ثَلَاثَ مَرَّاتٍ : اسْتَغْفَرَتْ لَهُ المَلاَئِكَةُ " .
3-" وَمَنْ قَرَأَهَا أَرْبَعَ مَرَّاتٍ : شَفَعَ لَهُ الأنْبِيَاءُ " .
4-" وَمَنْ قَرَأَهَا خَمْسَ مَرَّاتٍ : كَتَبَ اللهُ اسْمَهُ فِي دِيوَانِ الأَبْرَارِ" .
5-" وَمَنْ قَرَأَهَا سِتَّ مَرَّاتٍ : اسْتَغْفَرَتْ لَهُ الحِيتَانُ فِي البِحَارِ وَوُقِيَ شَرَّ الشَّيْطَانِ " .
6-" وَمَنْ قَرَأَهَا سَبْعَ مَرَّاتٍ : أُغْلِقَتْ عَنْهُ أَبْوَابُ النِّيرَانِ " .
7-" وَمَنْ قَرَأَهَا ثَمَانيَ مَرَّاتٍ : فُتِحَتْ لَهُ أَبْوَابُ الجنانِ " .
8-" وَمَنْ قَرَأَهَا تِسْعَ مَرَّاتٍ : كُفِيَ هَمَّ الدُّنْيَا والآخِرَةِ " .
9-" وَمَنْ قَرَأَهَا عَشْرَ مَرَّاتٍ : نَظَرَ اللهُ إليهِ بالرَّحْمَةِ، ومَنْ نَظَرَ اللهُ إليهِ بالرَّحْمَةِ فَلاَ يُعَذِّبُهُ ".

  •  وَأَمَّا مَا وَرَدَ فِي الاستشفاءِ بِهَا فَكَثيرٌ وَمِنْهُ :

1- وردت روايةٌ مفصلة في ماءِ المطرِ بشهرِ نيسان : وتقرأُ عليهِ الفاتحةَ والكرسي والتّوحيد والفلق والنّاس والكافرون ، كلّ واحدة منها سبعين مرّةً – راجعوا الرّواية من المصادر.

2- قَالَ أَميرُ المؤمنين عليه السّلام : إذا اشتكى أحدكُم عينَهُ فليقرأْ آيةَ الكرسي وليُضمِرْ فِي نفسِهِ أنَّهَا تبرأُ ، فإنّهُ يُعَافَى إنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى .

3- وقَدْ مَرَّتْ علينَا روايةُ الرّضا عليه السّلام في أنّهَا أمانٌ من الفَالجِ والسُّمِّ .

  •  وردت رواياتٌ كثيرةٌ في أنّها تكونُ سببًا لـ :

1-حفظِ المالِ والمتاعِ.
2-الأمنِ من الجنِ والعفاريتِ والشّياطينَ.
3-الحفظِ أثناءَ النّومِ.
4-الأمنِ مِن كلِّ خوفٍ.

- ووردت في روايةِ للإمامِ الصّادقِ عليه السّلام بتفصيلٍ وطريقةٍ وصلاةٍ ذكرها عليه السّلام وذلك لرُؤيَةِ رسول اللهِ صلّى اللهُ عليهِ وآلهِ في المنام.

- وخِتَامًا : هل كلُّ ما ذُكِرَ تكون نتيجتُهُ وأثرهُ قطعيًا !! ؟

الجواب : في كلِّ موارد القرآنِ والذكر والدُّعاءِ يكونُ الأثرُ خاضِعًا لقانون ( المقتضي والمانع ) .

المقتضي : هو سببُ الوجود ويتطلّبُ الخلوص في النّية وطهارة القلبِ والبدنِ وغير ذلك مما ذكره العلماءُ.

والمانع : هو سببُ عدم الوجود كالمعاصي والذنوب وحقوقِ النّاسِ وعقوقِ الوالدين وقطيعةِ الرّحم وغيرها.

وكلّ شيءٍ خاضعٌ لأمرِ اللهِ وإرادتِهِ وحِكمتِهِ .

( بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۖ وَإِذَا قَضَىٰ أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ)  آية 177 سورة البقرة.


 رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّار 

والحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ وصلّى اللهُ على سيدِنا مُحَمَّدٍ وآلِهِ الطّيّبينَ الطَّاهِرينَ