مرساة ثالثة … حسين علي آل عمار

أجدّفُ ما استطعتُ ولا أزولُ

كأن العمر مهنتهُ الذبولُ

كأن يديَّ تهدِرُ عن غيومٍ ملبدةٍ تسيلُ ولا تسيلُ!

أحثُّ خطاي
لكنَّ اتزاني يميدُ
ويُكسرُ الخطو العجولُ

إذا جئتَ الحسينَ هنا تأنَّى
وخذ نفسًا
إذا ابتدأ الصهيلُ

ولا تشحذ حروفَك
لا ترابي مشاعرَكَ الجريحةَ
إذ تجولُ

فإنَّ القومَ مذ رحلوا
تساموا على عرشٍ يعمّدهُ الجليلُ

ومذ نزلوا بروحيَ،
قلت أدري بأن الموتَ يحملهُ النزولُ

وأنَّ دمًا بحجمِ النحرِ
أولى بأن يسمو إذا ابتدأ الهطولُ 

وكنت أرى المسافة وهي تبكي
وفوقَ يديَّ ترتعد الخيولُ

فما ابتدأ الزمانُ سوى بحزني
ولا اختلف المسيرُ ولا السبيلُ