المرساة الثالثة عشرة والأخيرة
سيُغلقُ الفصلُ؛
لكنّ (الحسين) هُنا
مازال يلبسُ في أيّامنا الزمنَا
ما زال يُشرقُ مزهوًا بهيبتِهِ
كالمستحيلِ
إذا شقَّ السنين .. دنا
ويمنحُ العمرَ أجيالًا
تضجُّ على شطِّ الفراتِ،
وينمو في المدى وطنا
يلوّنُ اللوحةَ الخرساءَ خنصرُهُ
ويسحقُ الحزنَ
والأوجاعَ
والمِحَنَا
هذا (الحسين) ويكفي حين أذكرهُ
أن يصرخَ القلبُ في أعماقهِ شجنا
هذا (الحسينُ) هو (المرساةُ)
كم عبرَ الطوفانُ
لم يقتلع من صدرنا السُفنا
هذا (الحسينُ)
وكم دلَّ الدموعَ على جرحٍ يرقّق فينا طبعَنا الخشِنا
هذا (الحسينُ)
الذي ما امتدَّ في وطنٍ
إلّا وحاصرَ في أفيائهِ الفِتنَا
ومُذ ترعرعَ حرفي في مصائبهِ
حتّى فؤاديَ
من أرزائهِ وُزِنا