بيان شبكة مزن الثقافية

شبكة مزن الثقافية

بمناسبة رحيل آية الله العظمى الإمام السيد محمد الشيرازي (أعلى الله مقامه)

يقول سبحانه وتعالى في كتابه الكريم ﴿أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاء اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ (9) سورة الزمر

وفي رواية عن أمير المؤمنين أنه قال لكميل " الناس ثلاثة: عالم رباني ومتعلم على سبيل نجاة وهمج رعاع" (1)

وعنه أيضاً" محبة العالم دين يدان به يكسب الطاعة في حياته وجميل الأحدوثة بعد وفاته ومنفعة المال تزول بزواله، مات خزان الأموال وهم أحياء والعلماء باقون ما بقي الدهر أعيانهم مفقودة و أمثلتهم في القلوب موجودة" (2)

 تطل علينا هذه الأيام الذكرى الثالثة للفاجعة الأليمة لرحيل المجدد الثاني سماحة آية الله العظمى الإمام السيد محمد الحسيني الشيرازي، الذي قضى عمره الشريف في خدمة الدين الإسلامي ومذهب أهل البيت   وتحمل في سبيل ذلك أنواع البلايا والمحن و تجرع الغصص والآلام.

 ونحن نعيش هذه الذكرى الأليمة لنؤكد على عدة أمور هي:

1- الاستفادة من تراثه الضخم الذي خلفه سواءً كتبه التي تربو على الألف أو محاضراته، حيث يشكل هذا التراث مصدراَ أساسياً للعلم الغزير والثقافة الرسالية.

2- الاهتمام الكبير بنشر فكره الإسلامي الأصيل الذي استنبطه من تراث أهل البيت صلوات الله عليهم أجمعين، حيث كان قدس سره دائماً يربط نظرياته بما ورد عن أهل البيت من قول أو فعل أو تقرير.

3- اقتفاء أثره والإقتداء بسيرته العطرة، حيث أن سماحته يعد من خير أسوة وقدوة للمؤمنين، فقد كان مثالاً رائعاً للقدوة والأسوة فهو الفقيه المتبحر في العلم وهو المؤمن الزاهد المتواضع، وهو الرجل الشجاع الذي يطرح ما يعتقد أنه الحق دون أن يعطي وزناً لمعايير الربح والخسارة الدنيوية، وقد قال ربنا عز وجل مخاطباً نبيه   ﴿أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ قُل لاَّ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرَى لِلْعَالَمِينَ (90) سورة الأنعام مع كون الرسول هو القدوة ، وذلك إنما يدل على أن المطلوب الإقتداء بهدى الله.

نسأل الله سبحانه وتعالى أن يرحمه برحمته الواسعة و أن يحشره الله مع أجداده الأطهار صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين، و أن ينفع المؤمنين بعلمه، كما نجدد العزاء لصاحب العصر والزمان عليه السلام أرواحنا له الفداء ولمراجعنا العظام والعلماء الأعلام ولا سيما أسرته الكريمة وللحوزات العلمية وللمؤمنين كافة.
 وصلى الله على محمد وآله الطاهرين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

                                                                                                             شبكة مزن الثقافية

                                                                                                        2 شوال المكرم 1425هـ

الهوامش
1- تحف العقول ص 118
2- نفس المصدر ص 118