أألام على حبكِ مكة ؟
أألام على حُبكِ مكة وأنت التي بها تنبض العروق !!.. تكنسني روائحك العطرة فأبقى سارحة في ملكوت الله ومن حولي الحمائم تسبح في حلقة قدسية تستحثني لأغسل الخطايا بالدموع . منذ أن سكنتي التأملات حولك وأنا بداخلي رغبة ملحة أعبث بها في خاصرة الزمن .. لتعاودني الرؤية من جديد تملأ أنفاسي بالذكريات .. تعبث بداخلي أطياف الماضي التي عشتها في حضرتك .. وفي مسافاتي الطويلة أتعثر فأقع وقد أصاب بالخدوش ..
أكبرُ بك فتصغر الأشياء من حولي ويتسع الأفق بداخلي فلا يعود شيئاً يمكنه أن يتملكني غير شعور الرهبة والخضوع ..
أترقب الأحداث من حولي وأنتشي طرباً لمجرد أنه يمكنني العودة إليكِ .. مساحات من الظلال الوارفة تعبرني ونقاء لا حد له يشملني .. وطعم عذب يُساكنني فيشعرني بالصفاء ..
يُبعثر أشيائي الفارغة فلا أهتم لها .. ويرفعني عن الأرض بمسافات .. طبقة طبقة .. فيصل بي نحو علو السماء لأحتضن الغيوم وأصنع منها سفن لأحلامي العابرة حتى أصل لمرسى الروح متعطرة بأنفاس الدعاء الذي يغسلني بعُمق .. يُخضعني لتجربة جديدة .. يحملني فوق أكف السعادة لأصنع بداية مضمخة بالأطايب العطرة .. أريجها يملأ المكان من حولي فأعود وأنا مختلفة عما كنت سابقاً وكأنني خُلقت من جديد ..
و حين أتطلع إليها بيقين صامت أقرأها فتهتز جوانب روحي ويتردد حبها في صدري وأنا مستسلمة بانبهار من أضواءها التي تخترقني بسكينة وسلام ..
فأبدو هكذا ..
واقفة ..منتشية بخشوع لأصلي في ساحتها فلا تتحرك الأشياء من حولي وكأنها هي الأخرى ألهمت السكون معي .. فتتناثر سلال الضوء والطمأنينة في نفسي لتهب لي سفراً آخر في عالم الروح ..