البكتيريا البشرية

 

بين زحمة انشغالي في كتابة تقرير إحدى تجاربي المتعلقة بالكائنات الحية الدقيقة ( البكتيريا) ، وإذا بهاتفي يرن برناته الرتيبة ، تناولته لأرى من المتصل ، فكانت رؤية .. أجبتها .. وكانت ليست كعادتها من البشاشة والروح المرحة، تبكي وأعصابها متوترة.. حتى أنها أربكتني معها .. حاولت اهدأ من روعها لأفهم ماهية الموضوع إلا أنها لم تفتأ تردد انقديني يا رُسل .. فقد سرقوه .. وكلما أردت التعرف على المسروق لم استطع.. أغلقت الهاتف .. ولكنني كنت على يقيناً من أنها ستعاود الاتصال لاحقا ريثما تهدأ  لتشرح لي الأمر.. حاولت الاتصال بها لم تجبني .. جلستُ اضربُ أخماس في أسداس، ترى من الذي سرقوه ؟؟ أتعني أخاها ؟؟ أم ماذا ؟؟

دقائق معدودات وقطع سيف الوقت عليّ تساؤلاتي فقد أرسلت لي رسالة نصية تقول فيها " رُسل، لقد تم سرقة بريدي الإلكتروني ".. تأثرت كثيراً لرسالتها ، لأنني لمست مدى الإرهاب الواقع على مشاعر صاحبتها فتألمت لها .. فهذا البريد الإلكتروني قد احتوت قائمته على عناوين جميع صديقاتها وأقربائها .. وفي لحظة من اللحظات الغير متوقعه تفقد كل هذه العناوين وليس من المستبعد أن يخترق السارق هذه العناوين الموجودة فيه ويدمر مشاعر وأحاسيس فتاة أخرى .. فينقل فيروس الإرهاب إلى قلبها ويرهبها كما رهب غيرها على ملفاتها ورسائلها الشخصية وصورها وصور صاحباتها .. فليست رؤية هي الفتاة الوحيدة التي سرق بريدها الإلكتروني ( الإيميل )فقبلها تمت سرقة (إيميلات )الكثير من صديقاتنا العزيزات ، فَبُث الرعب في قلوبهن وتحطمت نفسيتهن من جراء التهديدات التي تلقينها ، فكم واحدة هُِددَت بالرسائل والصور الموجودة فيه ؟؟

 فهؤلاء الأشخاص الذين يقومون بهذه الأعمال ليست لديهم إنسانية وقلوبهم خالية من الرحمة الإيمانية وبدون دم شأنهم في ذلك شأن البكتيريا تخترق الخلايا وتفتك بها دون رحمة ..
فكلمتي لكِ يا رؤية يا عزيزتي .. أن تتوخي حذرك ولا تحتفظي بأية رسالة في بريدكِ الإلكتروني ، اعتبريه دار مفر لا دار مقر شأنها في ذلك شأن الدنيا الفانية ، فلا تجعلي أية معلومات خاصة بكِ أو صور لكِ ولصديقاتكِ في ملفاته ، لا تفتحي كل الرسائل الواردة إليكِ واعني بذلك تلك الرسائل التي تصلكِ من أشخاص مجهولة الهوية فبعضهم يلجأ إلى إرسال الرسائل لنفتحها وبمجرد ما إن نفتحها حتى تردهم المعلومات الخاصة بفتح البريد المتمثلة بالرقم السري ( password ) ، لا تقبلي إضافة أي شخص يضيفكِ على برنامج المحادثة مع الأصدقاء (المسنجر ) فقد يخدعكِ بإرسال ملف على هيئة صورة وفور وصلوها إليكِ يخترق حسابكِ دون أن تعلمي .. 

ولا تفكري ان هؤلاء الأشخاص سيمر بهم الموقف بسلام ، فالله تبارك وتعالى جعل مكانة  للإنسان ومشاعره،  فالمشاعر الإنسانية مشاعر سامية ، ومن يتعرض لها بالأذى ويرهبها فسيعاقب عقاباً عسيرا من قبل الله تبارك وتعالى فالله ليس بغافل عن الظالمين .. لاسيما جرح وبث الرعب والذعر في نفوس القلوب البريئة ..

هذا واختم قولي لكِ عزيزتي.. فقد استهلكت مني البكتيريا البشرية الأوراق المعدة لبكتريا المختبر ..