لما لا تبكيك العيون ..؟!!

هكذا عاش الإمام الشيرازي دافعاً للبناء بكل كيانه
هكذا عاش الإمام الشيرازي دافعاً للبناء بكل كيانه

 

 لما لا تبكيك العيون ...؟!!

وقد كنت صرحاً شامخاً يأوي إليك الوالهون ..!!

لما لا تستعر جمرة الحزن في قلب المحبين لك ..

و لما لا تلتهب تلك الجفون ..؟!!

قل لي بحق الله لما ..؟!! وقد أعلنت الرّحيل ..

وسافرت روحك هناك .. هناك يا قمري خلف السحاب ..

وتوارى نورك تحت التراب ..

وخابت كل الظنون ..

بأن نأتي لعينيك ..

نقبل عمامتك السوداء

ويديك الحانيتين ..

نتأمل فيك..

نستلهم من بحرك المليء بالأسرار

لآلئ وكنوز من فيض علمك و فكرك الحسيني

آه .. عليك

يا وقفة حارت في تكوينها السنون

يا من اغتالها المنون

آه .. يا لوعة الفؤاد ..

آه .. يا دمعة على خد الزمان أعلنت الحداد

واكتست لرحيلها شمسنا غبر السواد

وما عاد للأمة من عيد بعدها وقد قالوا عيد ..

فما العيد إلا بلقياك يا شعلة في عصرنا المريد ..

فماذا عساي أن أقول ..؟!!

وقد رأيتك في حلمي قد قمت تلبي دعوة الحسين

وقد نفضت غبار الموت من بين جنبيك ونهضت مهرولاً نحو الشهيد

وكنت إذ ذاك مددت يديك يا سيدي إلى تربه الشريف

وأخذت تحفتك من قبره .. وتأوهت حينها وفي عينيك دمعة لما حلّ به

وشممت رائحة الجنان من منبت قبره ..

والنُّور يسطع من جبينك سيدي ..

نعم رأيتك هكذا يا بلسم جراح عراق الأنبياء والأوصياء والأولياء

فأنت مخلد

وما مت

وأنت بيننا تحيا بما جادت به روحك للمساكين من رواد بابك يا حبيبي

وأنت دمعة ستبقى في عين المؤمنون

فلما يا سيدي لا تبكيك العيون ..؟!!

ولما لا تبكيك دماً تلك الجفون ..؟!!