الشيخ آل موسى: القرآن والاستبداد تأملات في النماذج القرآنية
من فعاليات اليوم الأول لمؤتمر القرآن الكريم في دورته الثالثة تحت شعار (مشروع الحرية في القرآن .. وإشكاليات الواقع المعاصر) والذي يعقد بحسينية الرميح بمدينة سيهات، شارك سماحة الشيخ علي آل موسى بدراسة دارت حول محور (القرآن والاستبداد السياسي تأملات في النماذج القرآنية).
قدم الشيخ آل موسى لدراسته بقوله " إن العلاقة الكامنة بين المتغيرين (الحرية والاستبداد) هي أن الاستبداد شكل من الأشكال المعيقة للحرية، لذلك إذا كان الله سبحانه وتعالى قد فتح الحرية للإنسان لكي يمارسها في حياته، يأتي التفرد في الرأي أو في السلطة ليشكل عنصراً مانعاً من أن يقوم الإنسان بمارسة حريته.
- كما بين أن القرآن حينما يتكلم عن الاستبداد، فإنه يتكلم عن الجانب النفسي للمستبد وعن ما تتصف بها هذه النفسية:
- الاستعلاء والاستكبار يقول تعالى ﴿ إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِفَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْمًا عَالِينَ﴾. وهذا الاستبداد عادة ما يتخذ درجات تصاعدية ﴿ إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِّنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ﴾.
- رفض القيم فالمستبد تتعالى نفسيته أن تخضع لضوابط، ويجد نفسه دائماً فوق أن تقيده قيمة من القيم ﴿وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ﴾.
- سلوكيات المستبد
- الظلم الاجتماعي: وهنا نلحظ بأن المستبدين عادة ما يقومون بثلاثة أصناف من الظلم الاجتماعي، تفريق المجتمع والاذلال والاستعباد والايذاء الجسدي ﴾ إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِّنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ﴾.
- التضليل الإعلامي: نستطيع أن نجد في القرآن الكريم ميزتين أساسيتين للعمل الذي يقوم به الاستبداد في جانب الإعلام هما جنون العظمة واستخراط الآخرين.
- الإرهاب الفكري: ويساعد على نجاح ذلك ما يملكه المستبد من قدرات .
- سوء استغلال السلطة: ويتجلى هذا الأمر في جوانب عدة كالترف والبذخ وشراء الذمم والفسق ونشر الفساد ومثال ذلك ما فعله الأمويون فأغرقوا العراق في بحر من اللهب وأغرقوا الحجاز في بحر من الذهب.
- عناصر نجاح الاستبداد
- القابلية الاجتماعية يقول تعالى ﴿ فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ﴾.
- السلطة والقوة ﴿لَكُمُ الْمُلْكُ الْيَوْمَ ظَاهِرِينَ فِي الْأَرْضِ فَمَن يَنصُرُنَا مِن بَأْسِ اللَّهِ إِنْ جَاءنَا قَالَ فِرْعَوْنُ مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ﴾.
- الإعلام: ويستطيع المستبد أن يستخدمه للتلاعب بالمفاهيم وبث الإشاعات ضد المعارضين والمصلحين.
- المال ﴾ وَقَالَ مُوسَى رَبَّنَا إِنَّكَ آتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلأهُ زِينَةً وَأَمْوَالاً فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا رَبَّنَا لِيُضِلُّواْ عَن سَبِيلِكَ رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَلاَ يُؤْمِنُواْ حَتَّى يَرَوُاْ الْعَذَابَ الأَلِيمَ﴾.
- كيف واجه الأنبياء والمصلحون الاستبداد
- التركيز على روحية التحرر
- لا بد من مواجهته بفكر منطقي
- العمل الرشيد