القرآن المهجور ( الحلقة الثانية )
مظاهر الهجران الاجتماعي للقرآن الكريم
على الصعيد الاجتماعي تتعدد مظاهر الهجران للقرآن الكريم بأشكال وألوان مختلفة وهي منعكسة عن الهجران الفردي سواء في ما يتعلق بجانب قراءة هذا المصحف أو تفهم معانيه أو حفظه أو التلون بأفكاره وثقافته .
فبعض المجتمعات لا تكاد تسمع فيها صوت القرآن إلا في شهر رمضان أو عند وفاة بعض أفراد المجتمع ، فإذا رفعت صوت القرآن حتى في المناسبات القرآنية كالمبعث النبوي أو يوم القرآن وما شابه ذلك يستقبلك الناس مستنكرين ما الذي جرى هل توفي أحد أو يطلبون منك أن لا تثير الرعب والخوف ويرجونك أن تغلق صوت القرآن ،إنه لهجران مبين وهذا في المجتمعات الإسلامية فما بالك بغيرها التي تعيش فيها جاليات أو أقليات إسلامية.
وبعض المجتمعات تبحث فيها عن قارئ للقرآن فلا تجد حتى في شهر القرآن شهر رمضان الفضيل لا تسمع إلا الضوضاء والقراءات المتعرجة فكيف إذا أردت البحث عن معلم للقرآن الكريم فذلك صعب مستصعب ، وكيف يؤدب الوالد ولده بالقرآن وهو حتى لا يعرف كيف يقرأه بطريقة صحيحة فضلاً عن تلاوته وإجادته ، وبعد ذلك لست بحاجة لأن تسأل هل يوجد حافظ للقرآن أم لا .