حفل التتويج – لجنة منبر أهل البيت عليهم السلام
لقد كان الحفل الذي بثته قناة الأنوار الفضائية للحفل الذي أقيم في تاروت - القطيف يوم الجمعة الماضي متميزا بعدة نقاط ، سأسلط الضوء على بعضها استجابة لرغبة بعض الإخوة لكنني لن أطيل في الوصف والتحليل وسأكتفي باقتناص الجماليات التي داعبت مشاعري وأنا أشاهد الاحتفال.
ـ أولا:أشيد بكل من ساهم في تنظيم حفل يرجو رضى الله وآل بيت الرسول من الشعراء والفنانين والرواديد والمقدمين والمشايخ والحضوروإن هذه المظاهر لتبهج النفس وتزيل الهم وتخفف من حدة هذا الألم الزمني .
ـ ثانيا:أشيد بلجنة منبر أهل البيت ومن تعاون معها لإظهار هذا الاحتفال المهدوي بصورة تليق بالانتشار الفضائي وخاصة من الناحية الإخراجية بالرغم من بساطة المعدات المتاحة لديها وهي التي دعمت ولا تزال تدعم قناة الأنوار بتقديمها برامجها المكلفة مجانا خدمة لمحمد وآل بيت محمد رغم أنني عرفت من مصادر موثوقة أن عدد القائمين على اللجنة محدود لا يتجاوزعدد أصابع اليد وأن التمويل تمويل شخصي ولعلمي بالتكلفة العالية للمعدات الإخراجية واقتناعي التام ببراعة أعضاء اللجنة والذي دلل عليه العمل الأخير بعد إجتماعي بالإخوة في منتدى الكوثرهاتفت الإخوة في اللجنة وطلبت منهم السماح لنا ولكل الإخوة الشيعة بالمساهمة معهم في تقديم هذه الخدمات الجليلة ومحاولة الرقي بها إلى الأفضل بتقديم الدعم المادي والمعنوي ومن هذا المنبر الثقافي وقبل أن ألج في طرح رؤيتي في الأمسية أناشد كل الراغبين في المساهمة بدعم هذه اللجنة والإنغماس في خدمة آل البيت أن يراسلني لأعطيه طرق الإتصال الهاتفية أو يراسل اللجنة على Raeat_alhug@yahoo.com .
ـ ثالثا : استعراض سريع ورؤية لمجريات الاحتفال
قدم الاحتفال الأستاذ عبد الباري الدخيل الذي عرف مؤخرا بتقديم برنامج رفيف الولاء الذي يعرض في قناة الأنوار وقد شنف أسماع الحضور ومشاهدي التلفاز الأستاذ السيد محمد الدعلوج بآيات من القران الكريم ثم اعتلى صهوة المنصة شاعر الإحساء الأستاذ زكي السالم وقد ألقى أبيات محملة بالتحايا من الإحساء إلى تؤمتها القطيف ( وجئت محملا عذب التحايا من الأحسا إلى أرض القطيف ) ثم شرع في قصيدته وكعادته سربلنا بسكون الولاء حين داعب قلوبنا رتم بوحه وهذه بعض قطافه
( سجد الزمان على فواصل آيها
عند انفجر معينها الرقراق
وتزاحم السمار ملء عيونهم
أمل يهب برفة الأحداق
فكأن يومك وهو بلسم جرحهم
يشفى العليل بذلك الترياقِ
حتى إذا غص المكان بجمعهم
روَّى نميرك ظامئ الأشواق )
ثم أتت مشاركة للرادودين بصورة تكاملية جميلة هما الأخ زكي الفردان الذي تعودت على عذوبة إلقائه عندما استمعت له في احتفال سابق فكان رقيقا كما عهدته والرادود الآخر كان الرادود الشاب الصغير عمرا حسن الشايب والذي أدهشني بحسن تحكمه بطبقات الصوت أثناء أدائه المشترك وهي المرة الأولى التي أستمع له وكانت كافية لاستعذابي هذا الصوت الجديد المفعم كرادودنا الفردان بالولاء والذوبان في معنى النصولعل أدائه ل ( قلت آنا عليه الباب سديته ... إلى آخره ) يدل على ما أقول
من المقاطع التي أعجبني فيها انسجام الأداء المشترك هي أداء ( سعيد : نحبكم قبل خلق الخلق كلهم ولم يكن قبل لا ماء ولا طينا ) ( زكي : إن كان عابس مجنون بحبكم نرضى بحبكم ندعى مجانينا )
وقد كانت مشاركة الرادودين كفاوصل جميلة طوال الحفل ثم قدم الشيخ محمود آل سيف كلمة في الذكرى المجيدة وسلط الضوء على علاقتنا مع الذكرى وكيفية تفعيلها واستفادتنا منها تجسيدا في خلقنا وانفعالاتنا الحياتية ثم قامت فرقة الحجة بإنشاد قصيدة ( قبلة لطهر المهد ) ولن أتحدث عن النص هنا لكنني سأشيد بأداء الفرقة وتفاعلها مع عاطفة النص أثناء أداء اللحن خصوصا في مقطع ( وجثوت قرب المهد ) الذي جعل لي علاقة حميمة مختلفة مع النص لم تكن بذات الحميمية من قبل وقد وضحت قدرات الفرقة الصوتية والجماعية حين طوعت القصيدة لتفعيلية الرمزية بحيث إنسابت نغامتها أروكسترية مؤثرة . أدعو لهم بدوام التوفيق
ثم أسكرنا كعادته الشاعر المبدع معتوق المعتوق بدنان بوحه وقد قدم النص بمقطوعات باللهجة العامية ( وهي المرة الأولى التي أستمع لبوح عامي من شاعرنا الموغل في الفصاحة ) ولكن النص العامي كان جميلا جاء فيه
( نفسنا الغاذي والرايح ... ونبضنا ال بصدر صادح
يحل جيسك يا بو صالح .. ويصلي اعليك محفلنا )
ثم أتحفنا بقصيدته الأمل المرجى وكان منها
( يحيط بنرجس والصبح يدنو
وصلب الدار من شوق تسنى
فكان الطلق من نبض الليالي
توقف مدلها والفجر عنَّى
فأشرق عندها الأمل المرجى
ونادت حوله الآمال فزنا )
وقد اتضحت في شعره تأثير حادثة جسر الأئمة / الفاجعة وإن تجلت كاحتفالية بالفخر لدى المعتوق وحق لنا أن نحتفل معه بالشهداء
( على جسر الأئمة يا إمامي
نحرنا الموتَ أضحية وصحنا
جرعنا دون حبكم المآسي
فمرنا نحتسي الأوجاع مرنا )
وهذا التجلي تفتق أيضا في قصيدة شيخنا وشاعرنا الجليل الشيخ عبد الكريم الزرعوالذي كان مسك الخاتمة وقد نقَّلنا من حلم إلى حلم في النص المترف بسخاء البلاغة
( إشراقة الأمل الأسمى الذي رسمت
في كفه حين خُطى اللوحُ أقدارُ
بطلعة أشخصتْ بشرى لها مقل
تحار فيها اسارير و أوطار
وهيبة تتوارى في شمائلها
كواكب وقناديل وأقمار
لمَّا أطل تجلت ألف معجزةٍ
في وصف أيسرها الأقلام تحتار
وكان الختام الصلاة والسلام