مجلة الكلمة.. دراسات عن موسى الصدر والصدر الأول والحداثة والمناهج
في عدد مجلة الكلمة الجديد (ع48) يكتب رئيس التحرير زكي الميلاد عن «السيد موسى الصدر والمشروع الإصلاحي»، وذلك لكونه من المصلحين الذين كانت تحركهم نزعة الإصلاح بوعي شديد، وتتميز تحركاته ونشاطاته بملاحظات عدة تسترعي الانتباه وتستدعي الدراسة. ويحلل في دراسته لطبيعة الدور الإصلاحي للإمام موسى الصدر مكونات ثلاث مراحل تتصل بهذا الدور، وهي: مرحلة ما قبل لبنان، ثم مرحلة لبنان وصياغة المشروع السياسي للشيعة، ومرحلة ما بعد الإمام الصدر.
بينما قدَّم الباحث العراقي محمد الحسيني نظرات في الفقه السياسي والدستوري لـ«الشهيد السيد محمد باقر الصدر»، وفيها يؤكد على أن المسألة السياسية كانت جزءاً من مشروع الشهيد الصدر الفكري، وجزءاً من همه الاجتماعي أيضاً. ويحدد مهام الدولة الإسلامية ووظائفها وفق رؤية الشهيد الصدر، ويشير إلى أنه يتجه بالبحث في هذه المسألة إلى اتجاهين: الأول يتعلق بمصدر السلطة، والثاني بتحديد الحاكم أو الهيئة الحاكمة. ويبحث موقفه من نظرية الشورى ونظرية ولاية الفقيه. وفي آخر دراسته يكتب الحسيني عن مدى التأثير الفكري للشهيد الصدر.
إدريس هاني كتب الكلمة الأولى للعدد، وتناول فيها موضوع «صدمة الحداثة أو ميلاد إشكالية الحداثة في الخطاب العربي والإسلامي»، وتحدث فيها عن أصداء هذه الصدمة -التي واجهت الأمة منذ أكثر من قرن- وآثارها في نخب الأمة ورواد التحديث فيها، وما نتج عنها من سجال وخلاف.
وكتب الدكتور قطب مصطفى سانو من ماليزيا دراسة بعنوان: «مناهج التعليم في العالم الإسلامي.. حتمية المراجعة وضرورة التطوير»، قَّدم لها بالحديث عن أهمية المناهج التعليمية ومكانتها، وتسلط دراسته الضوء على حتمية تعهد المناهج التعليمية في العالم الإسلامي بالمراجعة الدائمة وضرورة تطويرها، وتبرز الدراسة الأسباب العلمية والمنهجية لدعوة حتمية المراجعة، والسبل العلمية التي ينبغي السعي وفقها لتحقيق المراجعة والتطوير.
وتحت عنوان: «العولمة وحوار الحضارات» حاول سيف الدين عبدالفتاح من مصر أن يعالج موضوعاً شاع ضمن أشكال من الحوار، وهو العلاقة بين أفكار مثل حوار الحضارات وتصادمها وظاهرة العولمة. ويهدف الكاتب إلى الكشف عن شبكة الارتباطات الكامنة والظاهرة بين هذه الموضوعات على اختلاف توجهاتها.
وكتب الدكتور راشد المبارك عن «التطرف والثقافة»، باعتبار أن التطرف هو أكثر الأحداث التي تشغل العالم في وقتنا الحاضر، حديثاً عنه ومقاومة له وتتبعاً لآثاره وبحثاً عن دوافعه. ويتناول في مقاله تعريف التطرف، وصفات المتطرف، ثم يخص الولايات المتحدة الأمريكية بالحديث عن التطرف فيها، مع تأكيده على أن هذا التخصيص ليس بدافع كون شعبها أكثر الشعوب تطرفاً أو قبولاً للإغواء والإغراء، وإنما لكونها الأولى من بين الدول قوة اقتصادية وعسكرية وسياسية، وبالتالي أكثرها أثراً فيمن حولها وما حولها، إلى جانب كونها في الوقت الحاضر تقوم بحملة واسعة على ما دعته إرهاباً ولم تسلم أن تمارس إرهاب الدول والحكومات. ثم يتحدث المبارك عن الصلة بين الثقافة والتطرف، وكيفية الخروج من وباء التطرف.
واستكمالاً لملف «الإيديولوجيا» الذي ضمه العدد السابق من مجلة الكلمة، يترجم الدكتور محمد سبيلا مقالاً بقلم بول ريكور، يقترح فيه القيام بمعالجة لثلاث استعمالات لمفهوم الإيديولوجيا، ويتفرع مقاله تحت عناوين ثلاثة هي: الإيديولوجيا كتشويه وإخفاء، الإيديولوجيا كعنصر مبرر، الوظيفة الإدماجية للإيديولوجيا.
أما الكاتب السعودي حسين منصور الشيخ، فقدِّم في هذا العدد مراجعة لكتاب «العلاج بالقراءة.. كيف نصنع مجتمعاً قارئاً؟»، لمؤلفه رئيس تحرير مجلة وسلسلة كتب القرآن نور/ حسن آل حمادة، عرض فيها أهم أفكار فصول وعناوين الكتاب مع تسجيل بعض الملاحظات التي عنَّت له أثناء مطالعة الكتاب.
بينما قدَّم الكاتب المغربي هشام الميلوي مراجعة لكتاب «مقاربات منهجية في فلسفة الدين»، لمؤلفه شفيق جرادي، مؤكداً على أن جرادي قَّدم في كتابه محاولة جادة وإرهاصاً تحفيزياً لتجديد القراءة الدينية، ومعالم في طريق فلسفة الدين.