على عرش الهيبة والجلالة ..
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله الطاهرين ..
في رسالة السماء وبأحرف النور تربع اسم فاطمة ِ الزهراءِ على عرش الهيبة والجلالة .. آية تتلوها آية , ومنزلة تتبعها منزلة , أخذت تنسج لنساء المسلمين تاج الفخر .. وحق لها .
لقد كتبت فاطمة الزهراء حبها ورداً في قلب كل امرأة، ورسمت صورة العفاف الرائعة على الحرف الأول من اسمها، فما أن تتحرك الشفاه بالفاء حتى تتمثل العفة جمالاً تنحني له جباه الرجال إجلالاً واحتراماً .
في جوف الليل ومع دواعي الراحة وانشداد الجسم الترابي إلى الأرض تنهض الروح لتحلق في سماء المناجاة ولذيذ الحديث مع خالق السماء .
الله أكبر ... الجسم المنهك والقوى الخائرة تستجيب لنداء الروح وتصغى لحديث الجمال القدسي ..أهو العنصر المحمدي ؟ أم هي الإرادة الفاطمية ؟ أم هما معاً ؟
لاتدع الزهراء قيام الليل وهو نفسه لايقوى على البقاء بدون فاطمة وأظنه استوحش بعد فراقها وذبل بعد أن توسدت الثرى .
وتنتقل بنا الصورة إلى مشهد الكساء ليسطر التاريخ ملحمة خالدة نور محمد تتلوه أنوار أربعة فيكتمل القدس ويتألق الطهر , ويدنو الأمين على خجل يستأذن الدخول لينال من ذلك الشرف العلي فيسجل آية خالدة : سلام من السلام المؤمن المهيمن ( وعزتي وجلالي إني ماخلقت سماءً مبنية ولاأرضاً مدحية ولاقمراً منيراً ولاشمساً مضيئة ولافلكاً يدور ولابحراً يجري ولافلكاً تسرى إلا في محبة هؤلاء الخمسة الذين هم تحت الكساء )
وفي المباهلة .... الموكب المهيب يخرج في جلالة نادرة ومشهد نوراني ...شمس في رابعة النهار وأربعة كواكب درية , تتجلى في مواجهة الظلم والظلام وتعلن التحدي فيتراجع الزيف خائراً خائباً , وينتصر النور وفي هل أتى هل أتى غير الزهراء وأبيها وبعلها وبنيها لم يأت فما كرم ولامال ؟!
وماعطاء وليس إلا الجوع ؟!
واي بذل حين لايبقى سوى الماء ؟!
وفوق هذا كله الصفاء المعنوي الذي لايريد إلا الله ﴿ إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاء وَلَا شُكُورًا ﴾
نعم ... جميل هو الكرم من صاحب الثراء ولكنه من صاحب الكفاف أجمل هذه الصورة التي سطرتها الزهراء تٌغَيَّبٌ اليوم َ عن فتياتنا ويستبدل بها ..
وقد نجح المغرضون في كثير من خططهم ..فهل يكون مولد الزهراء باعثاً لنا على استنهاض الهمم لاستنقاذ مايمكن إنقاذه من ضحايا الهجوم المحموم الذي يغزو فتياتنا ..إننا مسؤولون عن ذلك .
نسأل الله أن يوفقنا للعمل في سبيله على نهج محمد وآله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته