البديل الكامل او الظلم الزائل!!
ليس المهم التبديل والتغيير... بل المهم ان يكون البديل هو نحو الاحسن..
وقد حدثت عملية التغيير بسقوط نظام الطغيان الصدامي.. ولكننا الآن نعيش مرحلة البديل.. والتأسيس لذلك البديل من خلال الدستور الذي سوف يرسم لنا صورة المستقبل.
وليس الاسلام هو البديل الاحسن لنظام الطغيان... بل لا يوجد اي بديل آخر احسن من الاسلام ونظامه العظيم باعتبار البديل الوحيد الذي بامكانه تحقيق الخلاص للبشرية جمعاء.. وليس للعراق فحسب.
ومن هنا تأتي اهمية اعتماد القرآن الكريم كاساس للتشريع في الدستور القادم.. وبدون ذلك.. فاننا سنلحق اكبر عملية ظلم ضد شعبنا وامتنا لا سمح الله.. ذلك لان اي بديل عن القرآن الكريم ونهجه.. يعني بديلاً ظالماً.. مهما جرى تزيينه زوراً وتزييفاً.
وفي يومٍ من أيام الانعطافات الهامة في تاريخ الاسلام.. وقف الصديقة الطاهرة فاطمة الزهراء والتي نعيش ذكرى شهادتها هذه الايام.. في مسجد أبيها وأمام قوى الانقلاب على الاسلام.. لتؤكد للامة هذه الحقيقة.. وتحذرها من مغبة استبدال القرآن بأي منهج آخر.. كمنهج الخلفاء الذي كان يجري تأسيسه منذ اللحظات الاولى لشهادة النبي الاكرم محمد بل وقبل ان يُقبر عليه وعلى آله افضل الصلاة والسلام: (هذا والعهد قريب , والكلم رحيب , والجرح لما يندمل , والرسول لمّا يقبر).. حيث قالت : (وكتاب الله بين اظهركم اموره ظاهرة واحكامه زاهرة واعلامه باهرة وزواجره لائحة واوامره واضحة , وقد خلفتموه وراء ظهوركم أرغبةً عنه تريدون أم بغيره تحكمون ؟ بئس للظالمين بدلا). فالبديل غير القرآني هو الظلم.. ومن يقوم بعملية الاستبدال هو الظالم.. الاستبدال هو ملاك الظلم.. مهما كانت الشعارات المرفوعة. والامة التي تستبدل الخير بالشر... وتستبدل كتاب ربها بسواه من الانظمة البشرية القاصرة هي امة ظالمة.. كما انها موعودة بمستقبل بائس وذليل (بئس للظالمين بدلا).. هو مستقبل التخبط والفتن والمشاكل التي نراها في كل الامم التي سارت على غير نهج القرآن واحكامه ودساتيره العظيمة. اننا نخير انفسنا بين البديل القرآني الكامل او المناهج القاصرة التي ستعيدنا مرة اخرى الى الظلم الزائل.. وان تشكل بصورة اخرى.
اننا امام مفترق طرق ومنعطف خطير.. علينا ان نتمسك خلاله باعتماد كتاب الله كمصدر للتشريع في دستور العراق القادم.. وهو الكتاب الالهي الوحيد في عالم اليوم.. والكتاب الوحيد الذي يتميز بميزات لا تراها في اي كتاب آخر.. فاحكامه ظاهرة كالشمس وليست الغازاً او معقدةً لاخفاء نقاط الضعف والثغرات الكثيرة التي نراها في الكتب الاخرى.. واحكامه زاهرة واوامره ونواهية واضحة.. وهي من اهم المميزات لتي يتصف بها القانون حتى يمكن اقامته وتطبيقه. قال امير المؤمنين علي بن ابي طالب (يا ايها الناس انه لم يكن لله سبحانه في ارضه اوكد من نبينا محمد صلى الله عليه وآله , ولا حكمة ابلغ من القرآن العظيم , ولا مدح الله تعالى منكم الا من اعتصم بحبله واقتدى بنبيه , وانما هلك من هلك عندما عصاه وخالفه واتبع هواه , فلذلك يقول عز من قائل " فليحذر الذين يخالفون عن امره ان تصيبهم فتنة او يصيبهم عذاب اليم ").
وينبغي لنا خلال هذا المنعطف الحاسم من تاريخ الامة.. ان نتداعى لتحكيم كتاب الله سبحانه.. من اعلى المستويات.. وبدءاً من المرجعيات الدينية المباركة.. التي يُنتظر ان تذكر بفتاوى حرمة الاحتكام الى غير القرآن..
قال تعالى ﴿ يريدون ان يتحاكموا الى الطاغوت وقد أمروا ان يكفروا به﴾
﴿ومن لم يحكم بما انزل الله فاولئك هم الفاسقون﴾
﴿ فاولئك هم الظالمون﴾
﴿فاولئك هم الكافرون﴾
. وقد اظهرت جهود سماحة آية الله العظمى السيد محمد تقي المدرسي دام ظله مؤخراً وفيما يتعلق بقضية اعتماد القرآن كمصدر للتشريع في الدستور القادم حرصاً كبيراً وحماساً متميزاً يجدر الاقتداء به لتأكيد حق الامة في الاحتكام الى كتاب ربها.. لان البديل عن ذلك.. هو بداية الظلم الذي ستلحقه بمستقبلها واجيالها القادمة لا سمح الله.