كتاب : الزهراء في سماء المجد... لسماحة الشيخ الستراوي

شبكة مزن الثقافية

تأليف:سماحة الشيخ عبد الشهيد مهدي الستراوي
الغلاف:(152) صفحة من القطع المتوسط
الطبعة: الأولى
الناشر: دار العلوم للتحقيق والطباعة والنشر و التوزيع
تاريخ النشر :1426هـ - 2005 م
  

 
نقرأ من مقدمة الكتاب:

فاطمة الزهراء، الحديث عنها شيق وجميل، وفي نفس الوقت هو ذو شجون يحمل في طياته المأساة والألم والمرارة.

حديث شيق لأن الزهراء فتاة لم تتجاوز الثمانية ربيعاً استطاعت أن تحقق ما لم تحققه أية امرأة في هذا العالم أجمع، فارتبط اسمها بوسام قدمه لها النبي حيث جعلها السيدة الأولى ليس في هذا العالم فحسب بل في عالم الدنيا وعالم الآخرة.

هي فعلاً كما قال عنها النبي فاطمة سيدة نساء العالمين من الأولين والآخرين.

ونقرأ في الفصل الأول – من هي فاطمة – ضمن العنوان (تجديد التاريخ) هذا التحليل:

صيحات كثرت في الأونة الآخيرة تحمل عنوان المطالبة بالتجديد في التاريخ.

للوهلة الأولى يبدو أن هذا الكلام منطقي جداً، لأن التاريخ لم يعد تاريخاً سليماً مما يدفع الباحث التاريخي إلى غربلة تلك النصوص التاريخية ليقع على الحقيقة من خلال بحثه التاريخ وكل ذلك يرجع للظروف التي مرت على تلك المواد والنصوص من تزوير وتحريف وكتاّب للبلاط يكتبون ما يعجب الحاكم أو الملك دون أن يحركهم ضميرهم لكشف الحقائق وعدم إخفائها.

وقد يكون في بعض الأحيان ما يخفي الحقيقة التاريخية الأهواء الشخصية والأحقاد والضغائن الداخلية لنفس الإنسان، فلا تدع تلك الحقيقة تظهر للملأ..

ثم نقرأ في الفصل الثاني – سيدة نساء العالمين – ضمن عنوان (الدور الأول تثبيت الرسالة) هذا التوثيق الحيادي:

لقد كانت السيدة خديجة أم الزهراء بالنسبة لزوجها النبي عضده الذي كان يشد على يديه، ويؤازره على دعوته، وتبليغ الرسالة، والوقوف معه في أشد الحالات، فكانت هي المدافع الأول عنه، والمحامي إذا اشتد عليه الوطيس، عندما وقفت في وجه الجاهلين وقوى الكفر.. خديجة هي أول من أمنت بالنبي، من النساء فأبدت.. استماتتها عنه وفي تبليغه للدعوة، حيث جعلت كل ثروتها، وما تملك في خدمته .

توفيت خديجة، وقد اثر ذلك على النبي، وتوفي في نفس العام أبو طالب، وكان لذلك أثر كبير على دعوته، فحزن حزناً كبيراً، فسمي ذلك بعام الحزن، بموت خديجة المدافعة عن رسالة النبي ودعوته.

في تلك الفترة الحرجة التي مرت على النبي بزغ فجر حياة امرأة أخرى نالت من العظمة ما نالت، وهي الطاهرة الصديقة فاطمة، ابتدأت في الوقت الذي ابتدأت للنبي حياة الجهاد... وكان النبي يتلقى الوحي، وهو يتابع سيرة الدعوة، ويقوم بأعباء الرسالة.

كانت قريش قد استعدت هي بدورها لمقاومة النبي بشتى الوسائل، في هذه الفترة ترعرعت السيدة الزهراء وفي هذه الظروف المتأزمة عاشت.. جو الإرهاب، وحوصر المسلمون اقتصادياً إلى درجة أنهم منعوا من إيصال الطعام لهم، فاستولى عليهم الجوع..

طالت مدة الحصار ثلاث سنين، وكانت السيدة فاطمة في ضمن المحاصرين، فتلاحظ ما يجري على أبيها عندما اشتدت به الأزمة.. سايرت السيدة الدعوة منذ نعومة أظافرها لحظة بلحظة...

عن ابن مسعود قال: بينما رسول الله يصلي عند البيت، وأبو جهل وأصحاب له جلوس، وقد نحرت جزر بالأمس، فقال ابو جهل: أيكم يقوم إلى سلا جزور... فيأخذه فيضعه في كتفي محمد إذا سجد؟ فاستضحكوا... حتى انطلق إنسان فأخبر فاطمة فجاءت.. فطرحته عنه ثم أقبلت عليهم..