الشيخ العباس لـ«إذاعة طهران»: جهاد النفس يمتد على مساحة زمن التكليف، بينما جهاد العدو موضعي
على مدى أربعين دقيقة في حديث إذاعي مباشر أخر مع إذاعة الجمهورية الإسلامية في ايران مع برنامج «أفاق المعرفة» في ليلة الجمعة 3 جمادى الأولى 1426هـ الموافق 10 يونيو 2005م تحدث سماحة الشيخ عبد الغني أل عباس عن «جهاد النفس» الذي وردت تسميته بالجهاد الأكبر، مع أنه لا خوف فيه، بخلاف جهاد العدو الذي يشهد حالات عصيبة من المعاناة والخوف والألم، ولعل الخوف المعني في مجاهدة النفس هو الخوف المستقبلي المتصل بعالم القيامة، ولعل الجانب الآخر من تسميته بالجهاد الأكبر أن جهاد العدو دائما ما يكون موضعيا مجتزأ بخلاف جهاد النفس الذي يمتد على مساحة الزمن بالنسبة للمكلف من حين بلوغه.
وفي جانب آخر تحدث الشيخ العباس عن أن التكاليف الشرعية كالعبادات جاءت في «بعض الأحيان حتى تمنع بعض ميولات النفس نحو المعصية. فالصيام مثلا جاء ليمتحن قدرة الإنسان على التحمل بتركه للأمور المحللة، والتواضع جاء في قبال حب الرئاسة، والحج جاء ليختبر قدرة مفارقة الأهل والأولاد».
وبعد حديثه عن آثار الذنوب وتداعياتها اختتم كلامه ببرنامج مختصر يمكن الإنسان من مجاهدة نفسه، عبر موعظتها كما كان لقمان الحكيم يعظ ولده، مع استثمار المواسم الروحانية والعرفانية الخاصة التي تكون بمثابة مناخ ملائم يؤثر أثره، ومن ثم يتوجه المكلف إلى مسألة جبران الذنب، فلبعض الذنوب طرائق معينة يمكن بواسطتها جبران آثارها.