ظلمتان وقمر - أوبريت يجسد التاريخ
الإبداع ثمرة جهدٍ متواصل، هكذا يمكن وصف أوبريت «ظلمتان وقمر» الذي يقام في جزيرة تاروت ـ الربيعية، لروعة الإبداع الذي حققته فجر الإسلام ونور الإسلام في أوبريتها «فجر الرسالة الأول». تكمن شدة الروعة في القدرة على تجسيد التاريخ بصورةً منشدة ملحنة تجدب المشاهد لها، وتمثيل يشد العيون.
الأوبريت «ظلمتان وقمر» يحكي تاريخ قبل بزوغ نور الرسول الأكرم ومدى التحول التاريخي الذي حدث مع بزوغ نوره وسطوع نجمه وظهور رسالته، حكا الأوبريت في فصله الأول طبيعة المجتمع الجاهلي متمثلاً في شراسته وجفافه مبيناً مكانة عبد المطلب في المجتمع وأنه كان يحمل في طيات جسده بذرة الخير. كما حكا الأوبريت الواقع الديني الذي عاشه العالم قبيل بزوغ الرسالة من العبادة على ملة الحنيف إلى عبادة الأصنام والوثنية، من ثم تطرق الأوبريت في مشهد إبداعي للغاية حكا قضية وأد البنات حيث تمثل الإبداع في كلمات النص وتناسقها مع الصور المؤثرة للغاية، وفي أخر مشهد من هذا الفصل روى الأوبريت قضية العبودية التي كانت مأساة كل من كان أسود كما عبر الأوبريت بالكلمات والتمثيل.
الفصل الثاني في الأوبريت كان يتناول بزوغ النور والتحول التاريخي العظيم بمولد سيد البشر، حيث روى مكانة الرسول الأعظم بأناشيد مؤثرة ومبدعة، مبيناً التأثير البالغ الذي طرأ على المجتمع معبرين ذلك بتكسير الأصنام والتماثيل.
خلال ذلك كان الجميع مشدوداً ناحية المسرح منبهراً لروعة الأداء وتميز الأفكار، كان أوبريت فجر الرسالة الأول «ظلمتان وقمر» تجسيداً حقيقياً لمكانة الرسالة ومدى تأثيرها في المجتمع.الإنسان أمام كل ما سبق يفخر بأن مجتمعنا لا يزال يضم شباباً يسعون إلى الرقي بأوضاع مجتمعاتهم علماً أن هذا العمل ليس هو الوحيد الذي تقوم به فجر الإسلام ويشهد لها بالتميز والإبداع. متمنين لهم دوام التوفيق.. وكل عام وأنتم بخير،،