القطيف: حفل تأبيني بمناسبة ذكرى وفاة الرسول الأكرم (ص)
أقامت لجنة الإمام الجواد حفلاً تأبينياً بمناسبة ذكرى وفاة رسول الله ليلة الخميس 27 صفر 1426هـ الموافق 6 أبريل 2005م في تمام الساعة الثامنة والنصف مساءاً وذلك في مجلس الإمام الجواد بالشويكة. وقد بدأ الحفل بآي من الذكر الحكيم تلاها علي المخامل ثم ألقى سماحة الشيخ عبدالغني العباس كلمة جاء فيها:
- كلمة سماحة الشيخ عبدالغني العباس حفظه الله :
قال تعالى :﴿ وشاورهم في الأمر ﴾ و﴿ وأمرهم شورى بينهم ﴾ صدق الله العلي العظيم.
بُعث في أمة متفرقة ممزقة مختلفة الأهواء يتنازعون ويتصارعون، جاء رسول الله إلى هذه الأمة وبنى من هذا الركام والحطام –إن صح التعبير- ما يذيب هذه الأطياف والطوائف والقبائل المختلفين.
- القائد الرشيد صمام الوحدة:
القائد الذي يتحيز إلى حزب أو فئة أو جماعة أو مجموعة أو طيف أو طائفة أو قبيلة لا يمكن أن يؤلف بين المتفرقين أبداً،القائد الذي يسعى إلى بناء مجتمع متوحد في تعدده وتنوعه لا بد أن يمارس نوعاً من الرعاية الأبوية للجميع مع إختلافهم كما يصنع الأب مع أبنائه.
وهكذا كان فقد كان أباً للجميع أنصاراً ومهاجرين وأحراراً وموالي وعبيداً بيضاً وسوداً.. لذلك استطاع أن يجتذب الجميع إليه وبذلك أيضاّ استطاع أن يصهر طاقاتهم المتنوعة في بوتقة المجتمع ليكسب المجتمع ثراء. هكذا استطاع الرسول أن يقلب المعادلة، فما كان في الجاهلية نقاط ضعف وسبباً من أسباب الفرقة والنزاع استطاع أن يجعلها من أبرز نقاط القوة في المجتمع الإسلامي.
- الشورى ركيزة العلاقة القوية بين القائد والرعية:
الرسول لم يكن مُلزماً بالشورى بل هو في الحقيقة لم يكن في حاجة إليها. فالرسول يمتلك من القدرة على إدارة المجتمع الإسلامي بما يصلحه. كما صنع في صلح الحديبية حيث أقر بعض البنود في ذلك الصلح بحيث أثار حفيضة البعض الذين أعلنوا معارضتهم أو لنقل عدم رضاهم عن تلك البنود.
فالرسول لم يكن بحاجة إذن للشورى لنقص فيه وإنما الشورى كانت في حقيقتها لمصلحة المجتمع ولحاجة الناس،فالشورى تعزيز من حالة الأبوة للمجتمع الإسلامي بحيث استطاع أن يجتذب المجتمع. فالرسول بأخلاقة ومنهجه بنى مجتمعاً من لا شيء لذلك نحن مدعون إلى الإقتداء والتأسي به وبسيرته.
ثم ألقى الأخ عمار آل عمار كلمة بعنوان « درس نأخذه من رسول الله » جاء فيها:
عندما نتحدث عن شخصية عظيمة غيرت مجرى التاريخ كرسول فإن كل الكلمات تقف صاغرة أمام رجلٌ حول ظلام البشرية الدامس إلى نور أنار دروب الإنسانية في كل زمان ومكان. شخصية وقفت صامدة ضد كل ما ينافي الحق والعقل، فقد وقف ضد عبادة الأحجار وتصرفات وسلوكيات مجتمع انتشر فيه الفساد بشتى أنواعه ليحوله لكتلة إيمانية تعلن العبادة لله الواحد القهار.
وعندما يريد إنسان أن يفخر بأحسابه وأنسابه فيكفي رسول الله فخراً بأن فاطمة الزهراء «سيدة نساء العالمين» ابنته ، وعلي سيد الوصيين ابن عمه وزوج ابنته والحسن والحسين «سيدا شباب أهل الجنة سبطاه» .
وعندما نريد أن نأخذ دروساً من رسول الله فإننا سنأخذ في ذلك كتب ومجلدات كثيرة لا تحصى، ولكن نكتفي بدرس واحد وهو مصداقية الإنسان الملتزم ( المتدين)، وذلك يتضح جلياً من حياة الرسول قبل الدعوة الإسلامية فلقد كان يسمى بـ«الصادق الأمين» فمن هنا نقول أن الرسول بهذه الصفة فقط أوضح مصداقية الدعوة الإسلامية، وإن قومه لم يعهدوا منه الكذب والخيانة ولهذا هناك من صدقه لصدقه وآمن بدعوته.
ومن هذا المنطلق نقول أنه يجب على الإنسان الملتزم المتدين أن يظهر ويبرز مصداقية التزامه وتدينه وأن يكون مراقباً لتصرفاته وسلوكه وأن يكون قدوته وأسوته في ذلك رسول الله. يقول تعالى ﴿ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً ﴾ (الأحزاب-21). فلابد للداعية أن يقتدي برسول الله ويكون صادقاً مع نفسه أولاً وصادقاً مع الناس في دعوته، وبذلك يحقق النجاح كما حققه رسول الله .
- من الحفل:
• قدم لفقرات الحفل الأخ عبدالكريم العباس.
• ألقى الأخ نادر الراهب أبيات شعرية بأسلوبه المتميز الجذاب حيث نالت على إعجاب الحضور.
• شارك كلاً من السيد نور الشعلة ومحمد آل عمار بلطميات حسينية بهذا المصاب الأليم.
• في ختام الحفل تم إعلان أسماء الفائزين في المسابقة الثقافية التي تصدرها اللجنة في كل مناسبة.
- صور من الحفل