ومضات قرآنية (2)

شبكة مزن الثقافية محمد حسن يوسف

﴿وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَن تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِن ظُهُورِهَا وَلَٰكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَىٰ ۗ وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ

في النص القرآني هناك بعض المقابلات قد يتبادر للذهن البسيط عدم مناسبتها كإتيان البيوت من ظهورها والتقوى وكأن لا علاقة بين المفهومين، لكن التعبير القرآني بليغ جدا ولابد من التدبر فيه.

 قد تتسالم فئة من الناس على قيمة معينة باعتبارها فضيلة أو رذيلة وقد يتفق فريق من الناس على سوء أو جودة عمل أو شخص أو مكان أو زمان دون برهان لذلك سوى الاتفاق وعندما تتبين البراهين وتثبت الأدلة يسيطر العناد على هذه الفئة في عدم تقبل تلك الأدلة وتجحد على الرغم من استيقان النفس، وهنا يحتاج الإنسان للرادع النفسي الداخلي ألا وهو التقوى لترويض جموح النفس وتذليلها ولا عجب أن يتكرر الأمر بالتقوى في الآية الكريمة. فكم من بيوت علمية ومعرفية وأخلاقية ودينية تسورناها لكي لا نمر من أبوابها التي عينت لها، ولا أجلى مصداقا من باب مدينة العلم الذي عينه رسول الله صلى الله عليه وآله والذي هجر ووضع في قبالته عشرات الأبواب لا يؤدي واحد منها إلى المدينة.

روي عنه صلوات الله وسلامه عليه : (نحن الشعار والأصحاب، والخزنة والأبواب، ولا تؤتى البيوت إلا من أبوابها، فمن أتاها من غير أبوابها سمي سارقا)

محمد حسن يوسف
٢ رمضان ١٤٤٦