ومضات قرآنية (1)

شبكة مزن الثقافية محمد حسن يوسف

﴿وَلَقَدْ جَاءَكُمْ مُوسَى بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَنْتُمْ ظَالِمُونَ

عند قراءة قصص الأمم الغابرة في القرآن الكريم نلجأ في كثير من الأحيان إلى النظر الموضوعي لها دون إسقاط ذلك الماضي على واقعنا الحاضر والمعاصر وكأن الله أوردها من باب الترفيه عن النفس وليس من باب أن النفوس البشرية متشابهة على مر العصور والدهور.

ليس بمستبعد عني وعنك أن نرى الحق واضحا ثم نتبع الباطل بملء الإرادة، وليس بمستبعد أن تتبع أمة "مصطفاة" هوى فرد واحد (السامري) وخصوصا إذا كان ذا مكانة دينية أو اجتماعية على الرغم من توالي الآيات والبينات، وقد يدفعني ويدفعك الشعور النفسي المنهزم إلى التماهي مع المتسلط فنطلب أن يجعل لنا آلهة كما لهم آلهة من بعد تبيان الحقائق وغرق فرعون.

إن تجاوز العوائق النفسية والكوابح الداخلية والخارجية هي أول الطريق إلى الاتباع الحقيقي لما أمر الله جل وعلا لا المعرفة المجردة للحق والباطل.
(اللهم أرني الحق حقا حتى أتبعه، وأرني الباطل باطلا حتى أجتنبه، ولا تجعلهما علي متشابهين، فأتبع هواي بغير هدى منك، واجعل هواي تبعا لرضاك وطاعتك، وخذ لنفسك رضاها من نفسي، واهدني لما اختلف فيه من الحق باذنك، إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم) 
تقبل الله طاعاتكم وكل عام وأنتم إلى الله أقرب.

محمد حسن يوسف
١ رمضان ١٤٤٦