جناح العشق

فاطمة محمد الحبيب

مِنْ سَلْسَلِ النُّوْرِ فِي يَاقُوْتَةِ الكَلِمِ

لِمَطْلَعِ الفَجْرِ نَفْحٌ عَاطِرٌ بِفَمِي

تَنَسَّمَ الشِّعْرُ مِنْ عَرْشِ العُلَا عَبَقًا
وَأَغْدَقَتْ بِالسَّنَا رَيْحَانَةُ القَلَمِ

أُضَمِّخُ الحَرْفَ بِالنِّسْرِيْنِ.. أَغْمُرُهُ
بِكَوْثَرٍ صَادِقِيِّ المَنِّ وَالكَرَمِ

مُذْ جِئْتُ أَبْذُرُ فِي الأَفَلَاكِ قَافِيَةً
تَجَعْفَرَتْ.. فَغَدَتْ فَيَّاضَةَ النِّعَمِ

فِيهَا سَنَابِلُ نُوْرٍ فَاتِقٍ رَتِقٍ
أَبْصْرْتُهَا أَمَلًا يَحْيَا مِنَ العَدَمِ

غَيْبٌ سُرَادِقُهَا.. فِي أُفْقِهَا ائْتَلَقَتْ
نَمَارِقٌ بِاسْمِهِ هَتَّانَةُ الدِيَمِ

لَاحَ القَطَا.. وَجَنَاحُ العِشْقِ يَنْشُرُهُ
شَوْقًا تَوَشَّى لِذِكْرَى الصَّادِقِ العَلَمِ

شَدْوًا فَيَسْكُبُ فِي المِيْلَادِ قُبْلَتَهُ
(يَا جَعْفَرَ الحَقِّ) يَرْوِيْ أَعْطَرَ النَّغَمِ

جَلَّتْ عَنِ الوَصْفِ إِشْرَاقَاتُ مَوْلِدِهِ
بِمَوْلِدِ النُّوْرِ زَالَتْ غُصَّةُ الغُمُمِ

سِرٌّ تَحَدَّرَ مِنْ كَفٍّ بِهَا ارْتَسَمَتْ
بَصَائِرَ فِي نَدَى الأَرْوَاحِ مِنْ قِدَمِ

لَمْ أَنْسَهُنَّ وَذَرُّ الحُبِّ فِي رِئَتِي
لِصَادِقِ الآلِ ذَرَّ النَّجْمِ فِي الظُّلَمِ

أَرْزَاقُنَا مِنْ نَدَى كَفَّيْهِ عَطَّرَهَا
شُكْرًا وَعَهْدًا بِأَنْ أَبْقَى مِنَ الخَدَمِ

فَفِي رَغِيْفِيَ دَسَّ العِشْقَ مِنْ أَزَلٍ
أَحْيَا الفُؤَادَ بُعَيدَ الضُّرِّ وَالسَّقَمِ

وَمُذْ أَتَى نَخْلَنَا الخَاوِيْ أَشَارَ لَهُ
فَاسَّاقَطَ الفِكْرُ أَلْوَانًا عَلَى الأُمَمِ

أَقْوَالُهُ مِنْهَجُ التَّوْحِيْدِ جَاءَ بِهَا
تَسْقِيْ الزَّمَانَ بِهَدْيِ الرُّشْدِ وَالحِكَمِ

فَالنُّوْرَ مِنْهُ وَعَيْنُ الصِّدْقِ صُوْرَتُهُ
وَنَبْعَةُ الحَقِّ وَالأَخْلَاقِ وَالقِيَمِ

هُوَ العَمُوْدُ لِمَجْدِ الدِّيْنِ حَافِظُهُ
فَخْرُ الشَّرِيْعَةِ.. نُوْرٌ طَاهِرُ الشِّيَمِ

بِصَارِمِ العِلْمِ أَرْدَى زَيْفَ طَائِفَةٍ
كَانَتْ كَمَوْجٍ مِنَ الإِلْحَادِ مُلْتَطِمِ

وَأَخْرَسَ الجَهْلَ وَالبُهْتَانَ مَنْطِقُهُ
وَلِلْمَذَاهِبِ أَمْسَى خَيْرَ مُعْتَصَمِ

فَاقْبَلْ صَلَاةَ الخُزَامَى سَيِّدِي فَبِهَا 
طَابَ القَصِيْدُ وَذِكْرُ الآلِ مُخْتَتَمِي