قف بالبقيع

فاطمة محمد الحبيب

قِفْ بِالبَقِيْعِ وَحَيِّ تُرْبَ رُبُوْعِهَا

وَلْتَرْوِ عَيْنَاكَ الثَّرَى بِدُمُوْعِهَا

وَانْعَ الشَّرِيْفَ بنَ الشَّرِيْفِ مُحَمَّدًا
مَنْ سَادَ فِي الدُّنْيَا.. شَبِيهَ شَفِيعِهَا

مِشْكَاةُ نُوْرٍ لِلْبَرِيِّةِ سَاطِعٌ
كَالشَّمْسِ تَجْلُو ظُلْمَةً بِطُلُوْعِهَا

غَالَتْهُ بِالسُّمِّ الزُّعَافِ جَمَاعَةٌ
الغَدْرُ وَالطُّغْيَانُ لُبُّ نَقِيْعِهَا

وَمَضَى شَهِيْدًا نَحْوَ دَارِ كَرَامَةٍ
لِتَضُّمَّهُ الزَّهْرَاءُ بَيْنَ ضُلُوْعِهَا

يَرْوِي لَهَا عَنْ وَاحَةِ الكَرْبِ الَّتِي
قَدْ أَوْرَقَتْ حُزْنًا بِكُلِّ فُرُوعِهَا

عَنْ جَرِّةٍ فِيهَا تَكَسَّرَ مَاؤُهَا
جَفَّتْ أَسَىً.. حُزنًا لِغُلِّ رَضِيعِهَا

عَنْ زَهْرَةِ الأيَّامِ يَصْبَغُ وَجْهَهَا
سَيْفٌ صَقِيْلٌ طَلَّهَا بِنَجِيعِهَا

عَنْ رَايَةٍ رَفَّتْ لِنُبْصِرَ دَرْبَنَا
حَتَّى يُنَادِي الثَّأْرَ نَجْلُ صَرِيْعِهَا