جام من رحيق العشق
تَرَقْرَقَ كَالنَّدَى.. حَرْفِي وَلَبَّى
لِيُسْكَبَ فِي جَنَاحِ الطُّهْرِ عَذْبَا
تَرَقْرَقَ عِطْرُهُ فِي الفَجْرِ مِسْكًا
وَجَامٌ مِنْ رَحِـيْقِ العَرْشِ صُبَّا
ذَكَرْتُ المُجْتَبَى فِي يَوْمِ سَعْدٍ
وَعَرْفٌ مِنْ شَذَا الزَّهْرَاء هَبَّا
ذَكَرْتُ المُجْتَبَى لِلْحَقِّ سِرًّا
وَمَخْزَنَ عِلْمِهِ كَسْبًا وَسَكْبَا
وَفَاتِحَةَ الكِتَابِ وَرَمْزَ غَيْبٍ
سَقَى مِنْ طَوْلِهِ عَجَمًا وَعُرْبَا
فَسَّبَحَ طَامِعًا فِي الجُوْدِ بَحْرٌ
وَأَنَّى يُدْرَكُ الإِحْسَانُ شُرْبَا
وَرَتَّلَ خَاشِعًا لِلصِّدْقِ نَجْمٌ
وَبَارِقُ رَحْمَةٍ قَدْ سَاقَ سُحْبَا
وَأَذَّنَ لِلهَوَى قَلْبُ الثُّرَيَّا
يُرِيْقُ بِمَوْلدٍ لِلسِّبْطِ شُهْبَا
تَبَلَّجَ نُوْرُهُ مِنْ عَرْشِ قُدْسٍ
فَصَارَ المُجْتَبَى لَلْكَوْنِ قُطْبَا
تَغَشَّى وَجْهَ طَيْبَةَ نُوْرُ حُسْنٍ
وَطَافَ بِهِ السَّنَا فَازْدَادَ خِصْبَا
بِشَهْرِ الخَيْرِ رَيْحَانًا تَجَـلَّى
تَضَوَّعَ مِنْ رَسُوْلِ اللَّهِ طِيْبَا
لَهُ مِنْ حَيْدَرِ الكَرَّارِ عَزْمٌ
لِمُؤْتَلَفِ الفَضَائِلِ كَانَ قَلْبَا
تَرَى أَثَرَ السَّمَاحَةِ فِي رِيَاضٍ
ذَوَتْ أَزْهَارُهَا لَوْلَاهُ جَدْبَا
نَقِيٌّ خَدُّهُ.. فِي العَيْنِ دَعْجٌ
وَصَارَتْ آيَةُ الأَهْدَابِ غُلْبَا
بَهِيُّ.. أَبْلَجٌ.. وَمَلِيْحُ وَجْهٍ
وَمَا أَبْقَى لِذِي الأَلْبَابِ لُبَّا
عَلَى سَرَقِ الحَرِيْرِ بِمَاء تِبْرٍ
تَنَزَّلَ إِسْمُهُ فَضْلًا وَوَهْبَا
هُوَ الحَسَنُ الزَّكِيُّ.. أَرِيْجُ طَهَ
مِنَ العَلْيَاءِ.. لِلْعَلْيَاءِ قُرْبَا
وَذُخْرُ المُعْدَمِيْنَ.. إِمَامُ حَقٍ
دَعَاهُمْ فَادْخُلُوا فِي السِّلْمِ رُحْبُا
سَلَامَ العِشْقِ يَا وَحْيَ المَعَالِي
سَلَامَ مُؤَمِّلٍ يَرْجُوكَ عُتْبَى
سَلامَ مُوَّحِدٍ فِي يَوْمِ عِيْدٍ
سَلامًا فِي العُلَا.. فَرْضًا وَنَدْبَا