كم أثقلوا أعضاءَهُ أصفادا

علي عسيلي العاملي

في مصائب الامام موسى بن جعفر (عليهما السلام)

(1)

موسى" يُناجي ربَّهُ "خَلِّصْني"
فغدتْ لهُ تبكي عيونُ السِّجْنِ
أفديهِ عاشَ حياتَهُ في حُزنِ
عنْ "طيبةِ" الأطيابِ أضحى مُبْعَدا

(2)

في "بصرةٍ" مِنْ ثُمَّ في "بغدادَ"
من "لا رشيدٍ" كابدَ الأحقادَ
كم أثقلوا أعضاءَهُ أصفادا
وهو الذي في صدرهِ اختزنَ الهُدى

(3)

حتَّى إلى "السِّنديِّ" آلَ الأمرُ
حيثُ الأذى في سجنِهِ والقَهْرُ
أيُسَبُّ حيدرُ والبتولُ الطُّهْرُ ؟
يا حسرتي جرَعَ الرَّدى قبْلَ الرَّدى

(4)

قدْ قدَّموا سُمَّاً لهُ لا تَمْرا
فاصفرَّ لونُ إمامِنا واخضرَّا
أضحى ثلاثاً لمْ يُوارَ القبرَ
مُلقىً أمامَ الناسِ ترفسهُ العِدى

(5) 

وَيُقالُ أنَّ عُداتَهُ لفُّوهُ
ببساطِ لؤمٍ بعدها ضربوهُ
واسَى الذي في كربلا رضُّوه
بالخيلِ رامتهُ الحوافرُ مقْصدا

(6) 

لمَّا "سُليمانٌ" رأى ما كانَ
قالَ ارفعوهُ وجهَّزَ الأكفانَ
أسفي لمطروحٍ ثوى عريانَ
مِنْ ثُمَّ جِسماً دونَ رأسٍ أُلْحِدا.. 

تمَّت بعناية الحجة عجل الله فرجه