الحلقة الرابعة : جريمة الحرابة والإفساد ضد سيد الشهداء عليه السلام
بعد أن عرفنا معنى جريمة الحرابة والإفساد فقهيا ، نستعرض في هذي الحلقة بعون الله العقوبة المستحقة لمن مارسها ضد الإمام الحُسين ع في نفسه وأهله وأصحابه .
الآية الكريمة التي تناولت الموضوع رقم 33 من سورة المائدة
قال تعالى ﴿إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض ذلك لهم خزي في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب عظيم﴾
قد أورد السيد مُحمد تقي المدرسي -دام ظله- رواية عن الإمام الرضا عليه السلام في أحكام الحرابة و الإفساد
سئل الإمام الرضا عن قول الله -عز وجل- ﴿إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا ﴾ الآية
- فمن الذي إذا فعله استوجب واحدة من هذه الأربع
فقال :
- إذا حارب الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا فقَتل ؛ قُتل به
- وإن قَتل وأخذ المال قُتل وصُلب
- وإن أخذ المال ولم يقتل قُطعت يده ورجله من خلاف
- وإن شهر السيف وحارب الله ورسوله وسعى في الأرض فسادا ولم يقتل ولم يأخذ المال ؛ نُفي من الأرض).
في واقعة كربلاء تعددت جرائم جيش ابن زياد، أو قل عمر بن سعد ،أو قل يزيد تصاعديا نحو التسلسل العسكري لجيش الضلال:
نماذج من الحرابة في حق سيد الشهداء
- مالك بن أنس هو من ضرب الإمام ع على رأسه فامتلأ البرنس دما
- زرعة بن شريك ضرب الإمام الحُسين على كتفه الأيسر
- اللعين مالك بن النسير الكندي، شتم الحسين عليه السلام وضربه بالسيف على رأسه
- سنان بن أنس طعن الإمام ع في ترقوته ثم في بواني صدره، ثم طعنه في نحره
- وطعنه صالح بن وهب في جنبه
- اللعين عمر بن سعد صاح : انزلوا إليه فأريحوه
- الشمر الضبابي اللعين مارس الذبح الفضيع
مع ملاحظة أن لكل محارب من هؤلاء المجرمين وغيرهم عدة جرائم في عدة مقاطع من واقعة الطف وليس جريمة واحدة📑📑📑
- وهنا يقول السيد المدرسي -دام ظله:
العقوبات المذكورة إنما هي للمحاربة والفساد ذاتهما ،فإذا ارتكب جرائم أخرى في إيطار جريمة المحاربة والإفساد ،يُعاقب على تلك الجرائم بشكل مستقل أولا ،ثم يعاقب على المحاربة أو الإفساد إن بقي حيا*
ماذا لو تاب المحارب بعد اعتقاله يقول السيد دام طله متابعا: إذا تاب بعد اعتقاله فإن العقوبة لا تسقط
هذا إذا صح أن قتلة أبناء الأنبياء ع يوفقون للتوبة‼️
- هل للقاتل المتعمد من توبة
سئل الإمام الصادق عليه السلام :المؤمن يقتل مؤمنا متعمدا ،هل له توبة
فقال عليه السلام :إن كان قتله لإيمانه فلا توبة له وإن كان قتله لغضبٍ أو لسبب شيءٍ من أمر الدنيا فإن توبته أن يقاد منه*
عن الإمام الصادق عليه السلام: لا يُوفق قاتل المؤمن متعمدا للتوبة
- كيف تثبت جريمة الحرابة
تثبت الجريمة في حق المحارب عبر أمرين : البينة الشرعية وهي شهادة عادلين - الاقرار ولو مرة واحدة
بعد واقعة الطف الفجيعة ثار المختار الثقفي ثم اقتص من المجرمين واحدا واحدا وقد أثبتت الجرائم بحق المحاربين بإقرارهم كأحد الوسائل القضائية والقانونية في تطبيق حد الحرابة
وغدا بعون الله نأتي على بعض من رووا أحداث كربلاء الكرامة كمذكرات سرية أو
مراسلين أو شهود عيان وذكروا أسماء المتورطين المحاربين ضد سيد الشهداء ع وأهل بيته وصحبه.