عدم شمول قاعدة لا ضرر لزيارة الإمام الحسين صلوات الله عليه وللشعائر الحسينية

شبكة مزن الثقافية

من كلام للسيد محمد جعفر المروج صاحب منتهى الدراية في قاعدة لا ضرر حيث يثبت ان زيارة الحسين عليه السلام وشعائره خارجتان من عموم قاعدة لا ضرر ولا حرج 

وهذه بعض المقاطع من كلامه، ومن أراد التفصيل فليراجع : منتهى الدراية ج: ٦ / ص: ٦٣٧ مطبعة النجف ١٣٨٨ هـ .

...( بل يفهم من هذه الرواية و نظائرها أن التمسك بحبل و لا يتهم و الإيمان بإمامتهم لا يتمّ إلاّ بزيارتهم صلوات اللّه عليهم، فلا يكون أحد إماميّا إلاّ بالاعتقاد الجناني بإمامتهم و الإقرار اللساني بها و الحضور بالبدن العنصري عند قبورهم، فالزيارة هي الجزء الأخير لسبب اتصاف المسلم بكونه إماميّا، و تركها كفقدان سابقيها يوجب الرفض المبعد عن رحمته الواسعة أعاذنا اللّه تعالى منه، فالإمامة التي هي من أصول الدين يتوقف التدين بها على زيارتهم عليهم السلام، فلها دخل في تحقق هذا الأصل الأصيل الّذي هو أساس الدين، فاذن يخرج وجوب الزيارة الّذي قال به جماعة كالفقيه المقدم أبي القاسم جعفر بن محمد بن قولويه و المحدث الكبير صاحب الوسائل و العلامة المجلسي و غيرهم قدس اللّه تعالى أسرارهم عن الأحكام الفرعية التي تكون قاعدتا الضرر و الحرج حاكمتين عليها، و يندرج في الأصول الاعتقادية التي لا مسرح لقاعدتي الضرر و الحرج فيها.) 

...وقال: (و بالجملة: *فهذه النصوص توجب الاطمئنان بخروج زيارة الإمام المظلوم مولانا أبي عبد اللّه سيد الشهداء أرواحنا له الفداء مع خوف الضرر و الحرج عن حيّز قاعدتي الضرر و الحرج تخصصا أو تخصيصا.*

...بل لا يبعد أيضا خروج الضرر و الحرج المترتبين على ما جرت به العادة في المآتم الحسينية من اللطم على الخدود و شق الجيوب عن هاتين القاعدتين

قال الإمام الصادق في حديث طويل رواه خالد بن سدير: 

«و قد شققن الجيوب و لطمن الخدود الفاطميات على الحسين بن علي عليهما السلام، و على مثله تلطم الخدود و تشق الجيوب»

فان لطم الخدود خصوصا عند العرب مستلزم غالبا للمشقة و التألم و تغير اللون بل و الضرر، و مع ذلك حث الإمام على ذلك بدون التقييد بعدم الضرر و الحرج، فان التقييد بهما يوجب حمل المطلق على الفرد النادر الّذي يكون بيانه بلفظ المطلق خارجا عن طريقة أبناء المحاورة و مستهجنا عندهم كما لا يخفى.

بل التعدي عن اللطم إلى غيره مما يصنعه الشيعة جيلا بعد جيل، بل و غيرهم من سائر الفرق الإسلامية في المواكب العزائية بحيث صار من الشعائر الحسينية من الضرب بالأيدي على الصدور و بالسلاسل على الظهور و غير ذلك كتلطيخ وجوههم و رءوسهم، بل جميع أبدانهم بالوحل أو التراب و التبن كما هو المرسوم في بعض بلاد الشيعة في أيام عاشوراء (غير بعيد) إذ الظاهر أنه لا خصوصية للطم الخدود، و المقصود بيان رجحان إظهار الحزن الشديد و التأثر العميق لمصابه صلوات اللّه عليه و أرواحنا فداه كما يدل عليه جملة من الروايات، و من المعلوم اختلاف كيفيات الأعمال المهيجة للشجون و الأحزان في مختلف البلاد و الأحيان مع كونها بمحضر من العلماء الأعيان، و عدم إنكارهم لها في شي‌ء من الأزمان، فلا خصوصية للطم الخدود و شق الجيوب. 

  فالمتحصل:   أن زيارته و إقامة عزائه عليه الصلاة و السلام مع اقترانهما بالضرر و الحرج غالبا خارجتان عن عموم قاعدتيهما تخصصا أو تخصيصا. 

فلا وجه للقول بحرمتهما لهاتين القاعدتين كما قيل. 

اللهم اجعلنا من شيعته و زواره، و المقيمين لعزائه، و الباكين عليه، و من الطالبين

بثاره مع وليّه الإمام المهدي حجة أهل البيت عجل اللّه تعالى فرجه الشريف و صلى عليه و على آبائه الطاهرين و جعلنا فداه.)