محاضرة الليلة الثامنة من محرم 1440 هـ
خطر الشائعات و دور العامل الوسيط || سماحة الشيخ أمين محفوظ
قال تعالى (وَلَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُم مَّا يَكُونُ لَنَا أَن نَّتَكَلَّمَ بِهَٰذَا سُبْحَانَكَ هَٰذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ)
نجِد في القرآن الكريم علاجاً لِمُختلف الأمراض التي قد يُواجهها الإنسان .. كعلاج المشكلات النفسية أو الأُسريّة أو الإجتماعية.
فعلى الصعيد الإجتماعي، هناك بعض العَقبات التي تُصيب المجتمعات و قد تتفاوت في خطورتها.
و من أعظم المشاكل الإجتماعية و أخطرها هي تَفشّي الشائعات السلبية المُنتشِرة في المجتمع، والتي قد تؤدي لِخَلق عدم الثقة بين أفراده ، وبالتالي سيُؤدي ذلك لِحالة من التفكّك .. بالإضافة إلى صَرف المجتمع عن الإهتمام بالقضايا الأساسية الأخرى.
فالإسلام يُريد أن يكون للمجتمع حصانة و مناعة ذاتية تُمكّنه من مواجهة المشاكل .. كما أن الوعي الإجتماعي العام له دور كبير في سلامة و رُقي المجتمعات.
و لِخُطورة هذا المرض ، عالجه القرآن الكريم معالجة جذرية .. وهناك بعض الخطوات التي اعتمدها لمواجهة هذه المخاطر ، منها :
١- تشخيص الآيات للمصدر الذي انطلقت منه الشائعات ، فمعرفة المصدر مسألة مهمة .. فَمعرفة صفات المصدر لهذا الأمر السلبي سيُساعد في أخذ الحَذر منه و إسقاط اعتباره الإجتماعي.
فيمتاز هذا الصِنف من الناس بأنه صِنف سلبي ، أي أنه دائما يبحث عن الجوانب السلبية والعيوب ثم يقوم بإشاعتها .. و قد يختلِقُ أموراً ليست صحيحة إن لم يجد ، بسبب مرضٍ نفسي به لإشاعة الأمور السلبيّة في المجتمع ، كما يَعمد على إساءة تفسير المواقف و الأقوال.
٢- تحذير المجتمع من أن يكون عُنصراً وسيطاً في نقل الشائعات ، فَينبغي للإنسان أن يُحكّم عقله فيما يسمع.
كما أصبحت أبرز وسائل نشر الشائعات في مجتمعنا هي وسائل التواصل الإجتماعي .. فعلى الإنسان التعاطي بِمسؤولية حِيال هذه الأمور والنظر إليها بِوَعي و عدم التحدث بِكُل ما يُسمع، بل عليه تحكيم عقله لأنه مسؤول أمام الله -عز و جل- عن كُل ما يَكتب أو يَنقل.