رؤيةٌ أولى .... حسين آل عمار

لم يلتفت

كان يمشي دون أن يقفا
ليكملَ الدرب
لكن المدى انتصفا!

أشاح عن صورةٍ في الرملِ
تعكس من ملامح الماءِ 
مافي طينهِ اقتُرفا

وكاد يغرقُ
يغضي الماءَ عن شفةٍ
وغاص
غاص
ومذ عبّ المياه طفا

فأيقظ الموتَ
جاءت صرخةٌ ونمت
وفي ضجيجِ صراخِ المترفين غفا 

يراقبُ الوقتَ،
إن الوقت يقلقهُ
مافي التفاصيلِ
لو في نزفها اكتُشفا

لاكتهُ سبعُ سماواتٍ
فأسقطها
وماعلى الأرض لو في مرةٍ نزفا

كأنه قُدَّ من ريحِ الخلودِ
فلا يبتزهُ زمنٌ
إلا بهِ عصفا

ماشٍ
يهندمُ للأيامِ مظهرَها
حتى يهذّب في أحلامها الشغفا

ماكان ينكرهُ رملٌ ويجحدهُ
إلا بهِ الكون في تكوينه اعترفا

ما أبعدوهُ
ولكن بعدهُ ازدلفا
ماقرّبوهُ
ولكن قربهُ ائتلفا

يمشي إلى الله
ياللمشي .. يحملهُ مجنحًا
والمدى في مشيه انعطفا!

وكلّما عرِيت في الطفِّ أقنعةٌ
أناخ 
يغزِلُ من أثوابهِ الشرفا