حارب الكسل


قَالَ الإمامُ محمد بن علي الباقر : " إيَّاكَ وَ الكَسَلَ وَ الضَّجَرَ ، فَإنَّهُمَا مِفْتَاحُ كُلِّ شَرِّ ، مَنْ كَسَلَ لَمْ يُؤَدِّ حَقَّاً، وَمَنْ ضَجَرَ لَمْ يَصْبِرْ عَلى حَقٍّ " [1].

 (الكسل آفة النجاح، وهو وباء فتاك، يفتك بكل من يصيبه، فيجعله عاجزاً عن تحمل مسؤولياته كإنسان، وفاشلاً في تكوين مستقبله ككيان مستقل، ومنهزماً أمام تحديات الحياة..)(2) 

الكسل دمار الأفراد، فهو يمنعهم من العمل الجاد ويدعوهم إلى الراحة المفرطة، و الاستسلام للبطالة، والكسول حكم على كامل قواه بالشلل، ورمى بكل طاقاته وراء ظهره، فأصبح في عداد الفاشلين. 

وشخصية الكسول تتميز بصفات منها : 

• لا يقدر قيمة الوقت.
• ليس لديه هدف واضح يسعي لتحقيقه.
• لا يبالي بنقد الآخرين له.
• يعتمد على الآخرين في جميع أعماله. 
• لديه قائمة بالتبريرات التي تساعده في الابتعاد عن العمل.

مضار الكسل: 

الكسل يؤدي بصاحبه إلى الإهمال والتأخر في ميادين الحياة الفسيحة .. 

• الإضرار بالدين : جاء في الحديث ( الكسل يضر بالدين والدنيا)(3).
• الشعور بالبؤس والندامة: قال الإمام علي : " الكسل مفتاح البؤس" و قال : " من دام كسله خاب أمله"(4).
• الفقر: قال الإمام علي : " إن الأشياء لما أزدوجت، أزدوج الكسل والعجز، فنتج منهما الفقر" (5)
• إذن فالكسل هو آفة عظيمة تعود على الأفراد والمجتمعات بالعواقب الوخيمة، و ما أصاب أمة إلا أضعفها وأخَّرها ودمَّرها.. وما أصاب شعباً إلا ضيَّعه، وأفشله.. 

لنحارب الكسل.. 

إن كنت مقتنعاً بما ينتج عن الفشل من إخفاقات في هذه الحياة فعليك أن تستبدل هذه المفردة بمفردة النشاط والعمل، وذلك من خلال ممارسة بعض الخطوات التالية: 

• حاول أن تجد لك هواية أو عمل سريعاً، فالهوايات والوظيفة من أكبر المحفزّات ليخرج المرء من قوقعته التي يعيش فيها.
• اعتمد على ذاتك في ممارسة أي عمل، مهما كان حجم العمل، وتجنب تأجيل الأعمال.
• قم بمساعدة عائلتك في أعمال البيت، وتذكر حديث الرسول الأكرم : " خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لِأَهْلِهِ وَأَنَا خَيْرُكُمْ لِأَهْلِي" 
• اجعل لك برنامجاً يومياً، تمارس فيه بعض الأعمال، كالرياضة، أو القراءة،... 
• قم بالتدريب علي الانتظام في أوقات النوم، واستيقظ مبكراً، رافضاً الاسترسال في النوم.
• قلل من مشاهدة التلفاز  وبالخصوص( البرامج غير الهادفة) ،الإنترنت، ألعاب التسلية،...قلل من استخدام السيارة، أو المصعد،وعليك بالحركة والمشي .
• حاول أن تخلق لك صداقات وأصدقاء يتصفون بصفة النشاط والحيوية، تعلّم منهم النشاط، أطلب منهم أن يساعدوك في التخلص من كسلك.
   
 

[1] تحف العقول : لأبي محمد الحسن بن علي بن الحسين بن شعبة الحراني من فقهاء القرن الرابع الهجري / باب ما روي عن الامام محمد بن علي الباقر ( عليه السلام ) .
(2): اليوسف،عبدالله أحمد، الشخصية الناجحة ص 61
(3): (تحف العقول ص 159)
(4): غرر الحكم ودرر الكلم 5/187
(5):تحف العقول ص 158
أخصائي التغذية العلاجية