قراءة المشاعر
(لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ)
تعبير قرآني واضح لا لبس فيه، وإن اختلف المفسرون في معنى البر، إلا أننا نطمئن أن هذه الدرجة العالية عند الله لا يحصل عليها الإنسان إلا بمغالبة الهوى.
ولبيان معنى البر نكتفي بذكر آية واحدة:
(لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُتَّقُونَ (177)
ومن هنا يتضح أن البر يشمل جميع وجوه الخير بشرط وجود العمق الإيماني، فالبر ليس مجرد مظاهر وسلوكيات جوفاء.
ولذلك نبه الله سبحانه الإنسان إلى ضرورة قراءة مشاعره عند الإنفاق حتى لا يخسر هذه الدرجة العالية من الإيمان، فللبر مجسات واختبارات حقيقية لا يعرفها إلا الإنسان نفسه.
وأحد أهم الاختبارات هو إنفاق الإنسان مما يحب.
إنها المشاعر التي لايعرف حقيقتها ـ غالباً ـ إلا صاحبها.
-لماذا أنفق؟
-ماذا أنفق؟
-ماذا كان شعوره حال الإنفاق؟
أسئلة يقرأ الإنسان إجاباتها في أعماق نفسه، ولا يطلع الآخرين عليها.