لا تكن قشريا ..
القشرة هي تلك الطبقة الخارجية التي تغطي ما بداخل معظم الأشياء من حولنا، وتعطي صورة ذهنية لماهية ما بداخلها، فالقشرة الأرضية جزء من الأرض، يغلف كتلتها الصلبة ويمتد لعمق عدة أميال من سطحها، ويرتفع في بعض الأماكن بانيا جبال شاهقة، ومن أراد أن يدرس علم الجيولوجيا فإنه لا بد أن يبحث في طبقات الأرض وكيفية تكوينها، والحوادث التي وقعت في نشأتها و ...
أما الشخص "القشري" هو الذي تستهويه وتغريه تلك الأشياء المحيطة بالأمور ، فتنسيه لب ما بداخلها . فالسطحية وتوافه القضايا أسلوب يطغى في حياته، فيغدو همه الأول، وهدفه الأخير معارضة ما يطرح ، وتسجيل حضور بجداله العقيم ، وحواره الرحيم .
فالقشري لا يبحث عن حقيقة، ولا يؤمن بالاختلاف ، ولا يرى سوى الانعكاس .
إن من المؤسف حقا بأن تجد المسلمين اليوم في ذيل الأمم ، تخلفا وتمزقا وحربا وقتلا وفقرا وربما أخلاقا ، لأنهم وجّهوا اهتمامهم لقضايا ثانوية لا تشكل أهمية وأولوية ، حتى على مستوى الحضارة الغربية فإننا أخذنا قشورها وأسوأ ما فيها .
والقشريون في التدين لا يأخذون منه سوى الشكل العام ، وطقوس العبادة الظاهرية من صوم وصلاة وحج، و ... متغافلين عن روح العبادة الحقيقية ، فالصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ، والصوم يوصل الإنسان إلى التقوى والكرامة ، وفي الحج تذلل وخضوع ومساواة ووحدة ، وهكذا بقية العبادات .
و يبقى القشري قشريا يتمسك بالظاهر ولا يهتم بالجوهر، فالمريض بالقلب لا يهتم بجرح بسيط في يده !!
٢٤ ربيع الثاني - أمين