الحبيب: إنا كفيناك المستهزئين
لبيك يا رسول الله... بهذه التلبية افتتح الشيخ محمد حسن الحبيب حديثه اليوم الجمعة الرابع من شهر ذي القعدة من عام 1433هـ في مسجد الإمام الرضا عليه السلام بمدينة صفوى.
وأضاف سماحته: إن هذه أمتك يا رسول الله تنتفض من كل حدب وصوب دفاعا عن القيم التي من أجلها جاهدت وعملت وتحملت العناء والأذى، وانتصارا لك يا رسول الله تضحي بالغالي والنفيس، لأنها تعي أن الإساءة لك هي إساءة لله الواحد القهار وإساءة للإنسانية جمعاء.
- وتوقف سماحته عند نقاط ثلاث:
• الأولى: لقد راهن المستعمرون على تدجين هذه الأمة وانتزاع الروح منها عبر سلسلة من الخطط والأدوات ولكن هذه الأحداث تأتي لتؤكد فشل مخططاتهم وعطب الأدوات التي اعتمدوا عليها.
وأضاف الشيخ الحبيب: صحيح أن قرار الأمة اختطف منذ زمن ولكن ما نراه من أحداث يبرهن على أن هذه الأمة لا تزال تمتلك الروح والإرادة وقد قررت استعادة قرارها ودورها الحضاري في العالم.
إن ارتباط أبناء هذه الأمة برسولهم قائم على الإيمان المتضمن للعمل وانعكاسه على السلوك، والنصرة المتضمنة للتضحية والفداء لقيم السماء والدفاع عن حياض الإسلام والمسلمين، وهو ما تضمنته الصيغ المتعددة لمبايعة الرسول الأعظم والذي يلي الأمر من بعده، ومن خلال ذلك تمكن الآباء والأجداد من أن يشيدوا حضارة اسلامية ذات منعة وقوة وعزة وكرامة وشموخ وإباء.
واليوم حيث أبعدنا عن كل ذلك تعمل هذه الأمة جاهدة لاستعادة ذات المكانة ولتقوم بالدور الحضاري المرتكز على رسالة نبينا محمد مستهدفة انتشال إنسانية الإنسان التي عبث الغرب والولايات المتحدة والصهيونية فيها.
إن إنتفاض هذه الأمة اليوم وإن كانت شرارته الفلم الأمريكي والصور الفرنسية إلا أنه تعبير عن رفض التطاول والتعدي على حرمات الإنسان ومقدساته وكفاح ضد الاستعباد وربوبية القوة ونبذ للقهر والعنف والخوف، وبالتالي تحرير لإرادة الإنسان وأمنه وثرواته وخيراته وأراضيه.
• الثانية: إن من يشاهد المواقف المتخذه يلاحظ أن هناك تباينا بين موقفين؛ الأمة والحكومات، وهذا التباين يعكس عمق الفجوة والهوة بينها وبين حاكميها، وتزداد الفجوة حين نرى مطاردة المحتجين وضربهم واعتقالهم وقتلهم.
وهنا نؤكد على ضرورة اتخاذ قرار شجاع من قبل الحكام ومن بيدهم القدرة والقوة للمصالحة مع الأمة الإسلامية العظيمة وذلك بالرجوع إلى سيرة الرسول وسنته وتفعيلها في الحياة العامة والخاصة.
وأضاف: إن سيرة رسول الله ليس فيها أن يسكن الحاكم القصور ويسكن الناس في الخرائب، أو تكون بلا مأوى، وسيرة الرسول لا يشبع الحاكم وشعبه يتضور جوعا، وسيرة الرسول ليس فيها مصادرة للحقوق والحريات، وليس فيها سجون ومعتقلات.
إن سيرة الرسول مع أمته كانت الرأفة والرحمة، كانت العدل والإنصاف، كانت الحقوق والواجبات، كانت الأمن والطمأنينة، كانت الحرية والعزة والكرامة.
وبكلمة: إن سيرة الرسول الأكرم كانت تستجيب لفطرة الإنسان وحاجياته باعتباره الإنسان المكرم من قبل الله سبحانه.
لذا حينما ندعوا إلى قرار شجاع فإننا ندعوا للانتصار إلى رسول الله من خلال العودة إلى سيرته المباركة وتجسيدها في حياة الأمة.
• الثالثة: إن الولايات المتحدة الأمريكية صرفت الكثير في الأعوام السابقة من أجل تحسين صورتها وتقديم نفسها بصورة بهية للشعوب ولكن العالم اكتشف وللمرة الألف أن ما تقوم به الإدارة الأمريكية لا يتجاوز الشاشة والأوراق، أما على الواقع فدعم الإرهاب وتزويد القتلة والمحتلين بآلة الفتك والدمار وحماية الأنظمة الشمولية وزرع الفتن ونشر الرذيلة والدفاع عن منتهكي المقدسات ... وغيرها كثير.
هذه هي الصورة البشعة للولايات المتحدة، وتحسين صورتها لا يكون بالإعلام لأنها جعلت من نفسها عدوا لهذه الأمة بل لكل أحرار العالم.
وأكد سماحته: إننا لا نعادي أحدا لأننا ننتمي إلى دين المحبة والسلام ونتبع الرسول المبعوث رحمة للعالمين، ولكننا لا نقبل أن يعتدى علينا فتسلب خيراتنا وتحتل أرضنا ويقتل أطفالنا ويعتدى على مقدساتنا.
إننا أمة العزة والكرامة والإباء ولن نرضى بأي من هذه التجاوزات.
وإذا كانت الولايات المتحدة ترغب في تحسين صورتها وتكوين علاقة مع هذه الأمة فعليها احترام مقدسات هذه الأمة ومنع التجاوز والتطاول عليها، والتخلي عن تزويد قوى الاحتلال والشر بالعدة والعتاد العسكري، ورفع الغطاء عن الأنظمة الشمولية وعدم تزويدهم بآلات القمع وأدوات البطش والقتل.