الشيخ العوامي: الثقافة الزوجية ضروريةٌ لاستقرارها ونجاحها

سماحة العلامة الشييخ فيصل العوامي
سماحة العلامة الشييخ فيصل العوامي

شدّد سماحة الشيخ فيصل العوامي على أن من أهم عوامل نجاح الحياة الزوجية واستقرارها هو الحصول على قدرٍ كافٍ من الثقافة الزوجية الخاصة، خاصةً بالنسبة للشباب المقبلين على الزواج أو أولئك الذين ما زالوا في بداية حياتهم.

الشيخ العوامي وفي خطبته لهذا الأسبوع أشار إلى أن استقرار الحياة الزوجية يحتاج إلى توفير العوامل والأسس التي تساعد على نجاحها، ومن أهم تلك العوامل الحاجة إلى ثقافة خاصة تساهم في تدعيم الحياة الزوجية.

وأضاف بأنه ينبغي للتقليل من نسب الطلاق والانفصال المرتفعة -التي تطالعنا بها الجهات ذات الاختصاص يومياً-، ولترشيد الحياة الزوجية إنما يكون من خلال نشر ثقافة خاصة بذلك. ومن أهم تلك العناصر التي ينبغي توفرها:

التكافؤ بين الزوجية: ولا يُقصد بذلك التكافؤ الاقتصادي أو الاجتماعي فقد يكون بينهما تفاوت من هذا الجانب أو ذاك، ولكن يُقصد به القدرة على التكافؤ والانسجام والتفاهم والتفهّم ثقافياً وروحياً. وهذا ما كانت عليه السيدة الزهراء والإمام علي في بيت الزوجية، إذ كانا متكافئين في كل الحيثيات، فلم يوجد هنالك بيتٌ يضمّ معصومين كما كان بيت عليٍّ والزهراء .

وتابع قائلاً بأن تحمّل كل طرفٍ لمسؤولياته من جهةٍ، ومعاونة الطرف الآخر في تلك المسؤوليات من جهة أخرى أمران مهمان وضروريان، فأما قيام كلُّ طرفٍ بمسؤولياته فيحدُّ من المشاكل ويحاصرها، وأما التعاون فيعمِّق المودة بين الطرفين.

وعلّق العوامي قائلاً بأنه عند الرجوع إلى الوقائع نكتشف أن الكثير من المشاكل يعود سببها إلى عدم التزام أحد الطرفين بواجباته ومسؤولياته؛ مما يؤدي إلى زعزعة الحياة الزوجية.

وإذا كانت حياة الإمام علي والسيدة الزهراء تمثِّل أرقى مثالٍ على المستوى الإنساني فإننا نجد أن كلاً منهما كان يقوم بمسؤولياته ويساعد الآخر فيما ينبغي عليه القيام به.

كما روي عن (تقاضى عليّ وفاطمة إلى رسول الله في الخدمة، فقضى على فاطمة بخدمة ما دون الباب، وقضى على عليٍّ ما خلفه). فكان لكلٍ منهما مسؤولياته الخاصة، ومع ذلك كان كلُّ طرفٍ يعمل على معاونة الآخر في المسؤوليات الموكلة إليه، فكان الإمام عليّ يكنس البيت ويطحن، كما أن السيدة الزهراء قامت ببعض المهام التي هي من اختصاص الإمام كما روي في قضية إطعام المسكين واليتيم والأسير، إذ كان الإمام علي قد أخذ جزّةً من الصوف من ذلك اليهودي مقابل أن تغزلها فاطمة بثلاثة أصوع من الشعير فقبلت وأطاعت