ميزوا القطيف ... ولو بـ (إسم) جامعة في الصين

حسين أحمد بزبوز *

 

رسالة لكل مسؤول في بلدي، يستشعر المسؤولية الوطنية، ويهمه أمرالمواطنين، ويريد أن ينأى بالبلد في النهاية، عن الفتن والمحن، ليضع الوطنوالمواطنين، في أحضان وبين كفي، المحبة والأمن والأمان.

 كما تعلم ونعلم جميعاً أيها المسؤول أياً كنت، فإن الفتن لا تخرج منفراغ ولا تأتي من حيث انعدام العلل والأسباب، بل تأتي بأسباب وعلل وتراكمات تتجمععادة مع مرور الأيام، فلا تخدم في نهاية المطاف أحداً، سوى الخراب والدمار.

 والقطيف مدينة تاريخية عريقة ضاربة بجذورها في أعماق التاريخ، وقدسبقت الكثير مما حولها من مدن وحواضر إلى الحياة والوجود، وتستحق الكثير منا ومنكم.لكنها اليوم، مستاءة ومحبطة مما حل بها.

 فالقطيف اليوم تغار من جاراتها، حين ترى تميزها وعزها ومجدها الذيعهدته منذ القدم وقد رحل ... ولم يبقى منه إلا ما هو غير قابل للرحيل مما هو أصيلٌوثابتٌ وغير مستحدث من عز ومجد وتميز ينبع من تراثها وتربتها وخيراتها وخضرتهاوكنوزها القابعة تحت الأرض وما هو مكتنز في قلوب وعقول أبنائها وشعبها، أما الجديدفنصيبها منه القليل.

 تنظر القطيف للدمام والخبر والجبيل والظهران وهنا وهناك أيضاً فيمختلف ربوع هذا الوطن الغالية ... فترى كل التميز وقد توزع هناك على بنات المنطقةالشرقية الأخر وعلى غيرهن من بنات المملكة، وهنا تبقى هي (القطيف التاريخية)منقوصة، وكأنها ابنة البطة السوداء، أو إحدى الهجر البسيطة، أو المنبوذة.

 تريد القطيف جامعة لتتميز بها، فيمتنع ذلك عليها. وتريد مؤسسة أومنشأة واحدة صناعية أو علمية ضخمة أو متوسطة، فلا تنال هذا ولا ذاك. وتحلم بكورنيشواسع ضخم ومميز يميزها كما ميز الدمام جارتها كورنيشها، فتحرم منه أيضاً. وتتمنىمستشفى تخصصي أو أقلاً عام لكن مميز يميزها، فلا تحصل عليه، بل تحصل على القليلالقليل، وأقل منه*. وهكذا، يستمر طابور الأماني والأحلام والأمنيات المؤودة، علىأبواب الخيال.

 وعندما تشاء الأقدار وقدرة القادر جل جلاله، أن يحل بجانبها مطار دوليمميز، هو المطار الواقع بجوار ضاحية القطيف وخلف قرية الأوجام وهي القرية القطيفيةالمعروفة، فتحلم فقط بمجرد تسميته باسمها ... يرحل الإسم بشكلٍ غريب عجيب لجارتهاالبعيدة عن المطار، مدينة الدمام، التي اعتدنا أن تحصل دائماً على الدلال.

 وعند هذا كله، تنتفض القطيف وتبكي وتغار بقوة مما يجري، كما يغار بقيةالبشر الصغار والكبار والنساء والرجال. فتهب لتسأل الوطن العزيز على قلبها وقلوبناجميعاً: لماذا هذا التهميش والحرمان وانتقاص القدر؟! أليست القطيف ابنة هذا الوطن؟!بل والأخت الكبرى لكل أو أقلاً معظم شقيقاتها مدن المنطقة الشرقية؟!!! فلماذا لا تستحقالتمييز ككثيرٍ غيرها من مدن المملكة، التاريخية منها وغير التاريخية المستحدثة؟!.

 وهنا لا يسعني وأنا ابن هذا الوطن المحب له رغم الشعور بالغبن، إلا أنأقول: "إن كنتم تحبون الوطن، فميزوا القطيف ولو بجامعة واحدة، أو مركز علميضخم ... أو أي شيء مميز وله قيمة حتى لو كان أبو الهول، أو حتى ولو بمسمى جامعةمميزة في الخرخير، أو حتى في الصين ... وكفى".

 فهل نفعل، من أجل الوطن؟! .... والسلام.