(كلنا سفن النجاة و لكن سفينة جدي الحسين أوسع و في لجج البحار أسرع)

 يمكن الربط بين هذا الحديث عن الإمام الصادق عليه السلام و قصة عن خدمة الإمام الحسين سلام الله عليه فقد نُقل أن السيد البروجردي جاء يوماً إلى مجلس درسه فبدأه بنعي الإمام الحسين عليه السلام بأبياتٍ شعرية على غير عادته فتعجب طلابه من هذا الأمر فرد على تساؤلاتهم عن السبب قائلاً أنه رأى في الليلة السابقة رؤيا بأن القيامة قامت و الأئمة عليهم السلام يُدخلون الناس من أبواب الجنة و بدأ يبحث عن بابٍ يدخل منه إلا أن أمراً لفت نفسه إذ رأى الإمام الحسين عليه السلام يُدخل الناس من بابه بلا قيودٍ أو حدود فإذا بها تركض جامحة و فجأة رأى صفاً طويلاً فقيل له أنه للإمام الصادق فقيه أهل البيت عليهم السلام  و عندما تقدم ليرى سبب تأخير الحساب رأى الإمام يحاسب الشيخ المفيد على فتاواه . قرر السيد البروجردي الدخول من باب الحسين عليه السلام لأنه أسرع  يقول السيد : عندما وصلتُ إلى باب الحسين عليه السلام قال لي : سيدنا أنتم العلماء تدخلون من باب الإمام الصادق فهو يحاسب العلماء. قلت: سيدي باب الصادق صعب الدخول منه و أنا أريد أن أدخل كما تدخل الناس من بابك فقال :  يدخل من بابي خدامي في المجالس، السقائين للماء في مجالس التعزية ، قرائين العزاء الذين يقيمون مجالس للعزاء و المحبين لشعائري ، ثم استيقظتُ. و أنا أقول لكم : لا أريد الدخول من باب الإمام الصادق و لا أريد أن يحاسبني بل أريد أن أدخل الجنة بعنوان خادم الحسين قارئ عزاء و ليس عالماً . و دأب السيد منذ ذلك اليوم على قراءة الشعر في رثاء الإمام الحسين عليه السلام قبل درس الخارج.

إن لخدمة الإمام الحسين عليه السلام ثواباً عظيماً و فضلاً في الدنيا و الآخرة و لا شك أن إقامة مجالس العزاء و الخدمة فيها من  أفضل أوجه الخدمة  و نحن نحمد الله سبحانه و تعالى على انتشار هذه المجالس بشكل ملفت و تنافس الناس على الخدمة فيها و لكن تنظيم هذه الخدمات أمر لا بد منه و قد تكون إقامة الندوات و الدروس للنهوض بمستوى الخدمة خير سبيل لتحقيق الهدف منها.

و يمكن في هذا المجال الاستعانة بأساتذة إدارة الموارد البشرية لتعليم القائمين على هذه المجالس الاستخدام الأمثل للعناصر البشرية المتوفرة بحسب كفاءتها و قدراتها و خبراتها و حماسها للعمل في المجلس الحسيني  و ذلك من حيث استخدام التقنيات الحديثة و الإعلام و تنظيم الحضور و الضيافة و الإدارة المالية و التنسيق .

كما لا بد من عمل دورات في الأخلاق يقيمها طلاب دين متخصصون و يحضرها المسؤولون عن هذه المجالس و الكوادر التي تعمل فيها فالدين المعاملة و التواصل أمر مهم لإنجاح المهمة المطلوبة .

و لا شك أن تدريب كوادر من الناشئة و تهيئتهم للخدمة أمر لا يجب إهماله فهو ضروري لأن أبناءنا هم المستقبل الذي يجب إعداده لنشر الفكر الحسيني و القضية العاشورائية في أنحاء العالم و يمكن استخدام أساليب التحفيز و التقييم والتعليم بالقصة و العبرة للوصول لهذه الغاية ألا و هي تشجيع الأطفال على الاشتراك في خدمة المجالس فهم طاقات كامنة لا بد من توجيهها و إطلاقها في ما يفيد.