العلامة العوامي: لا يطالب بالحرية إلا الأحرار
شدّد سماحة العلامة الشيخ فيصل العوامي على ضرورة تعميق الحرية في النفس الإنسانية قبل الدعوة للحريات والمطالبة بالحقوق، فمن تقيّده أغلال العبودية في داخل نفسه لا يمكن أن يطالب بالحرية لأنه يدرك معناها، واعتبر ما يقوم به بعض الحقوقيين والقانونيين من الاقتصار على دعوة الناس للمطالبة بحقوقهم من دون التركيز على تجذير الحرية في أنفسهم عمل ناقص.
الشيخ العوامي وفي خطبته لهذا الأسبوع أشار إلى أن الثقافة والفكر الدينيين يحملان رؤية عميقةً لحياة الإنسان تضمن له الحرية والكرامة، لذلك فهي تدعونا دائماً لأن نكون أحراراً أولاً في أعماقنا، ثم تدعونا أيضاً إلى المطالبة بحقوقنا، كما قوله سبحانه: ﴿وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ﴾ (الأعراف: من الآية157).
وأوضح سماحته بأن الذي لا يستشعر في داخله الحرية لا يمكن أن تمثِّل له الحقوق والمطالبة بها شيئاً، بل ربما استهجن تلك الدعوات التي تحرضه على المطالبة بحقوقه، وربما أيضاً عمل على تبرير سلب حقوقه دون أن يشعر.
وأضاف بأن الحرية في حياة الإنسان لا تتمثّل في حرية القول أو الفعل وحسب وإنما تتجاوز ذلك لتشمل حرية التفكير والاعتقاد.
وانتقد العوامي حالة الازدواجية التي يصاب بها البعض حين يدعو إلى الحرية ما دام خارج موقع صنع القرار، فإذا ما تمكَّن من مقاليد الأمور تحوّل إلى ديكتاتورٍ كبير مستعبداً الناس وسالباً لحقوقهم.