الشيخ العوامي: الحق معيار تقاس به المواقف
دعا سماحة الشيخ فيصل العوامي إلى الاحتكام إلى (معيارية الحق) في كل مواقف الإنسان في الحياة، وأكّد على ضرورة إتباع الطرق والأساليب الحقانية عند التعبير عن تلك المواقف.
الشيخ العوامي وفي خطبته لهذا الأسبوع أشار إلى الأحداث الجارية في العالم الإسلامي وقال بأنها تؤثر فينا شئنا ذلك أم أبينا، ولها انعكاسات أساسية على حياتنا، ولذلك ينبغي أن نستخلص منها دروساً وعبر.
وانطلاقاً من الآية الكريمة: ﴿وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ﴾ (الحجر: من الآية85) تحدَّث سماحته عن (معيارية الحق) قائلاً: إن الحياة قائمة على ميزانٍ معين ولا يستطيع أحدٌ أن يعاكس هذا الميزان المرتكز على مجموعةٍ من السنن والقوانين الثابتة، فلا باطل في هذا الكون ولو بمقدارٍ بسيط، فمن يخالف هذه السنن فهو لا شكَّ إلى خسران، والمهزوم هو من يتبع الباطل، وأما من يتبع الحق فهو المنتصر.
وأضاف: بأن هذه السنن تتخذ أشكالاً ومظاهر متعددة، فقد تتخذ شكلاً كونياً ظاهراً كقوانين الطبيعة من أمثال قانون الجاذبية والحرارة وما أشبه، وقد تتخذ شكلاً حياتياً يغفل عنه الكثيرون عادةً كغلبة صاحب الحق؛ لأن الأول يظهر بوضوح وتتجلى آثاره بسرعة، أما الثاني فيخفى وآثاره ونتائجه أكثر بطئاً؛ ولهذا لا يدركها إلا أصحاب البصائر والعقول.
وتابع العوامي بقوله: ينبغي أن تكون حياتنا قائمةٌ على هذا المعيار في مختلف مجالاتها السياسية والاجتماعية والاقتصادية و...، بمعنى ينبغي للإنسان حينما يطالب بحقوقه أن يطالب بالحق أولاً، وأن يتبع الحق في مطالباته تلك؛ لأنه في النهاية وإن أبطأ الزمن سيجني النتائج، كما قال الإمام على : (الحق أقوى ظهير)، وقال أيضاً: (الغالب بالشر مغلوب، والمغلوب بالحق غالب)، وقال سبحانه وتعالى: ﴿بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ﴾ (الأنبياء:18). فالحق هو القوة الحقيقية، والباطل هباء، ومن يتوخى الحق فهو منتصر لا محالة.