الشيخ العوامي: ينبغي أن نتعلم كيف نعمل مع من نختلف معه في الرأي
دعا سماحة الشيخ فيصل العوامي إلى ضرورة القبول بتعدد الآراء خاصةً فيما يتعلق بالقضايا الكبرى للمجتمع، ورأى بأن ذلك يعزّز من رفع مستوى الوعي في الساحة، ويساهم في إنضاجها.
وتعليقاً على السجال الدائر في الساحة هذه الأيام حول المنهج الصحيح الذي ينبغي إتباعه لتحقيق المطالب أشار سماحة الشيخ العوامي إلى ما يتجاذبها من آراء مختلفة بين مؤيدٍ للتهدئة وآخر معارض لها وبين متحفظٍ عليها مما جعل البعض يذهب إلى أن حالة الاختلاف الحاصلة وعدم الوقوف خلف رأيٍ موحَّدٍ يشكّل خطراً كبيراً على الساحة العامة.
وقال سماحته: بأن هذا الرأي مجافٍ للإنصاف وغير واقعي ولا ثمرة منه.
وأضاف قائلاً: إن أي طرفٍ يتبنى أي رأي ما دام هذا الرأي مبنياً على أدلة -وإن اختلفنا في قوة هذه الأدلة أو ضعفها- إلا أن ذلك لا يبرر لنا فرض آرائنا على الساحة، وأضاف أيضاً إن الساحة لم تتفق في يومٍ من الأيام على رأي موحّد ولن تتفق، ومن غير الإنصاف عدم القبول بتعدد الآراء.
من هنا دعا سماحته إلى أن نتعلم أدب الاختلاف بحيث نحفظ للآخرين حقهم في أن يختلفوا معنا، خاصةً إذا كانت المنطلقات التي انطلقوا منها مستندةً إلى ما يبرها من أدلة.
من جانبٍ آخر رأى سماحته أن عدم واقعية الرأي القائل بخطورة الاختلاف إزاء القضايا المطروحة تتمثل في أن التجارب أثبتت ذلك، إذ بمجرد أن تفترض بأن الجميع سيتوحّد خلف رأي واحد هو بحدّ ذاته غير واقعي.
أما بالنسبة لعدم وجود ثمرة من هذا الرأي فمرده إلى أن الاتفاق على رأي موحّد في بعض الأحيان ربما يؤدي إلى تبلّد الحراك في الساحة بخلاف تعدد الآراء والأطروحات الذي يؤدي إلى خلق حالة من الحراك والتفاعل الصحي والإيجابي في الساحة بين مختلف فئاتها، وهذا بحد ذاته يساعد على تهيئة المناخ الذي يصنع جيلاً يمتلك وعياً سياسياً راقياً وهذا يخلق بيئة مناسبةً لاستيعاب الخطاب السياسي وما يطرح مما يمكن أن يحقق من خلاله نجاحات ومكاسب.
وفي الختام أكّد سماحته على ضرورة أن نتعلم كيف نعمل مع من نختلف معه في الرأي وليس فقط مع من نتفق معه.