السيد النمر : يصف « التشكيك في الناس » بالهلوسة

شبكة مزن الثقافية www.al-nemer.net


يصف « التشكيك في الناس » بالهلوسة
«الذوق العام والمصالح العليا لا تسمح بالاستئثار بالحقوق »
الكلام عن المدّ الصفوي « يجرح كرامة شريحة واسعة من المواطنين »


وصف سماحة العلامة السيد حسن النمر الموسوي إمام مسجد الحمزة بن عبدالمطلب في سيهات ما تمرّ به مجتمعاتنا في العصر الحاضر بـ « الأزمة » وفي مستهل حديثه اعتبر سماحته ذلك بأنه « نتاج أزمات متعددة ومتراكمة» حين أكّد على التعرّف على مفهوم « إدارة الأزمات» بعد أن تحوّل إلى « علم وفن »مشيرا إلى التفاوت بين قدرات الناس والاختلاف بينهم في قدراتهم المتنوعة.

وحذّر سماحته من ثلاثة أخطاء وصفها سماحته بـ « الهلوسات» يقع فيها البعض بصور متكررة أولها « الخصوصية » بالتغافل عما يحدث من متغيرات في محيطنا وحضور شريحة الشباب فيها بشكل مختلف عمن سبقهم مؤكّداً على أهمية إعطاء« الشباب عناية خاصة» لما لهذه الشريحة ممن تفاعل كبير ومؤثر خصوصا مع ما تشكّله هذه الشريحة الكبرى من « هذا الشعب» كما اعتبر أنه « ليس من الإنصاف» تجاهلهم تحت أي مبرر أو سبب منتقداً أي «استئثار » يقوم به أحد من « كبار السن أياً كانت عناوينهم أو مسمياتهم» لأنه من الاستفراد بـ « إدارة الشؤون بعيداً عما يفكر به هؤلاء الشباب».

واعتبر سماحته أن « الهلوسة الثانية» هي ما تدفع البعض إلى « التشكيك في الناس كما فعل بعض الطغاة والمستبدين» حيث لم يتردد هؤلاء من اتهام « شعب كامل » انطلاقاً من الاختلاف في الرؤية و« التفكير ».!

واعتبر سماحة السيد النمر أن « الهلوسة الثالثة» التي تشكّل خطورة ، هي التخوين حين يعتبر هؤلاء « أن هناك جهات أجنبية تحرك الشعب» محذراً من خطورة ذلك مع إضافة « قنبلة الطائفية» إلى التركيبة الطائفية في المحيط الإقليمي ووجود « أكثرية لطائفة هنا » وكون هذه الأكثرية «أقلية هناك» واصفاً توظيف هذه الطائفية بالـ « قنبلة موقوتة» مؤكّداً في ذات السياق على أن « العدالة الإسلامية والعدالة الإنسانية والذوق العام والمصالح العليا لا تسمح بالاستئثار بالحقوق والمصالح من قبل الأكثرية على حساب الأقلية».

كما وصف أن « التجييش » الطائفي في مجتمعاتنا وأن استخدامه « لعب بالنار» وخطورة ذلك وتداعياته مشيراً إلى ما يمكن أن تلحقه « كل منظمات الإرهاب والتخريب هي أقلية في عددها» معرباً عن استنكاره ودهشته من استخدام ذلك خصوصاً حين « يتصدى له ويروّج له أصحاب لحى» كما أعرب عن أسفه « الشديد » لأن هؤلاء « يتبنونه باسم الدين» مبدياً استغرابه من حديث هؤلاء عن « المدّ الصفوي » تتعرض له المنطقة العربية متغافلين بأن ذلك « يجرح كرامة شريحة واسعة من ا لمواطنين في العالم العربي» متسائلاً عن غياب « الجهات المسؤولة عن مثل  أصحاب هذا الخطاب .؟» داعياً في ذات السياق إلى منح أصحاب الخطاب الذي يطالب بالإصلاح « مكافئة وجائزة» انطلاقاً من معاناته لهموم « الوطن والشعب والأمة».!

ثم أكد سماحته على مشاركة الفرد « بما يعيشه الناس وبما يعيشه جيرانه وأقربائه وشركائه في الوطن وشركائه في الأمة» من المنطلقات المشتركة التي يشترك فيها معهم واصفا من لا يشترك مع غيره في « الظلمات التي تحصل صغيرة أو كبيرة» بأنه « خارج الآدمية».

ثم استنكر سماحته ازدواجية المعايير التي تحكم بعض الجهات الدولية ذات المصالح وضرب مثلاً بتدخل دول حلف الأطلسي في «يوغسلافيا» دون الرجوع إلى تلك المؤسسات حيث تدخلت « أمريكا » دون الرجوع إلى « مجلس الأمن» بخلاف موقفها الحالي من إقامة « الحظر الجوي» في ليبيا الآن إمعاناً في الابتزاز والسيطرة على مقدرات البلاد بـ « احتلالها رسمياً» حتى تمنح العدالة ، داعياً في هذا السياق إلى التمسك بـ « الأمل» مشددّا على الخطورة الشديد من « الوقوع في اليأس».
كما دعا سماحته إلى التفريق بين المفاهيم فـ « الصبر لا يعني الخنوع والخضوع والذل»

جاء ذلك في الخطبة التي ألقاها سماحته يوم الجمعة 29ربيع الأول 1432هـ.

 

وللاستماع للخطبة

اضغط هنا