حذر المسؤولين من (العزلة) عن الناس ودعا لفسح المجال أمام الشباب لبناء البلاد و ادارتها
المرجع المُدرّسي : لابد من اصلاحات جدّية تكرس( الثقة والتلاحم ) بين الجماهير والمسؤولين
دعا سماحة المرجع الديني آية الله العظمى السيد محمد المُدرّسي"دام ظله" المسؤولين ومؤسسات الدولة والحكومة الى ضرورة المسارعة في تحقيق "اصلاحات ملمسوة تسهم في تحقيق مطالب وتطلعات الجماهير المشروعة والعادلة"، وبأفق ورؤية واضحة وسليمة تلغي "الهوة وحالة الفصل والتباعد بين المسؤولين وباقي ابناء الشعب" وتستوعب طاقات وجهود الناس لتخلق حالة من الثقة والتعاون و الالتحام الصميمي بين الطرفين. واكد سماحته في هذ االسياق على اهمية "فسح المجال وإعطاء الفرصة لطاقات الشباب واستعيابهم واستثمار طاقاتهم الواسعة والمتنوعة في بناء البلاد واشراكهم في ادارتها". و في كلمة له، مطلع الاسبوع الجاري تناول فيها تطورات الاوضاع في البلاد وعموم بلدان المنطقة، قال سماحته أن " بإمكان المسؤولين هنا وهناك ان يعتبروا، ويستفيدوا بشكل ايجابي من هذه الهبة و وهذا القيام و النهضة التي نراها بطرق مختلفة في بلداننا عموما، فحينما تجد شعبا يتجرد عن ذاتياته ويدخل في المضمار يجب ان يقوم المسؤولون انى كانوا وفي اي موقع برسم خارطة طريق لهؤلاء الناس ، ليؤدوا واجبهم، ليبنوا بلادهم، لكي يحققوا اهدافهم" وتابع " انت ايها السؤولن ربما كنت تحلم ان تجد شعبا حرا ناهضا قويا مستعدا للتضحية ، فتنازل عن ذاتك و فكر في هؤلاء.. وكفى المسؤولين سوق التبريرات لعدم قيامهم بالواجب والقاء اللائمة على الناس .. الآن لا تبرير لكم ولا عذر لكم لا عند الله ولا عند انفسكم ول الناس، هؤلاء الجماهير نجحوا وهم واعون بل ومتقدمون في ذلك على كثير من المسؤولين ، فلا تؤخروا عملية الاصلاح من شهر الى شهر ومن دهر الى دهر، لانكم بذلك تضعون الناس امام خيارين ، إما أن تستمر هبة الناس وتزيحكم ، واما ان ينطوا على انفسهم مرة اخرى ولايعودوا مستعدين للعطاء والتضحية ..". مشيرا الى أن " المسؤول لن يحقق شيئا الا اذا التحم مع الجمهور والتحم الجمهور معه، ووجود فواصل وهوة بين الناس و المسؤولين لا يخدم كليهما، فالمسؤولية مشتركة بين الجانبين.. " واضاف " في هذا الوقت، سواء في العراق، او الوضع الجديد في مصر و تونس ، وربما في غيرهما قريبا، لابد للمسؤلين ان ينهضوا بهذه البلاد ويحققوا اهداف الشعب في الاستقلال السياسي والاقتصادي ، في الاستجابة لمطلب الجماهير بنيل حقوقها وكرامتها ، في الاقتصاد السليم في إجراء الاصلاحات الجدية العاجلة والسريعة .. و على الجماهير اذا وجدوا فرصة ووجدوا نوع من الاستجابة من السؤولين لتحقيق الاهداف فليتعاملوا مع هذه الفرصة بإيجابة ووعي .."
واضاف سماحته " يجب ان لا يسمع الناس كلام المسؤولين الذين يقولون لهم أجسلوا واستريحوا ونحن سنعمل ونحقق لكم الخدمات وغيرها ، بل يجب أن يكونوا حاضرين دائما في الساحة ويمارسون دورهم وواجبهم بوعي ومسؤولية ، فلا تستطيع كل حكومة ان تعمل وتنجز وتوفر الخدمات وتحارب الفساد والارهاب من دون مشاركة الجمهور" وقال سماحته أن " هذا نوع من التكبر و الغرور، فالمسؤول لن يحقق شيئا الا اذا التحم مع الجمهور والتحم الجمهور معه، ووجود فواصل وهوة بين الناس و المسؤولين لا يخدم كليهما، فالمسؤولية مشتركة بين الجانبين.. فنقول للجمهور و للمسؤولين، كونوا يد واحدة لتحقيق مطالبكم سواءً في الدفاع عن انفسكم وفي مواجهة الارهاب وفي مواجة الاعداء الخارجيين او لبناء الوطن، واي كلمة اخرى تحاول ان تفرق بين المسؤولين والجمهور هذه الكلمة سوف تسبب لنا أذاً كثيرا بل خطرا كبيرا وتبدد الطاقات والجهود والموارد.." واوضح كذلك أن " من يقرأ المستقبل ببصيرة قراءة دقيقة لايصاب بأذى فالعالم بزمانه لاتهجم عليه اللوابس، ولكن ومع الاسف فأن كثير من المسؤولين بإتبارهم جالسين في مكاتب و غرف مغلقة وبعضهم يوحي الى بعض زخرف القول، لا ينتبهون لما يحدث حولهم لأنهم يعيشون مع التقارير، فأيها المسؤول لاتعش بعيدا و منعزلا عن الناس ، وانزل الى الشارع وعايش وشاهد الجماهير، وانفك قليلا عن الكرسي الذي سوف لن ينفعك مهما التصقت به ، واقرء التاريخ وشاهد الاحداث واعتبر واتعظ ممن سبقك من الملوك والرؤساء والحكام و المتشبثين بالكراسي لترى كيف أن ايامهم الاخيرة كانت اتعس ايامهم الى ان ماتوا وانفصلوا عن الكرسي او ازيحوا وخلعوا ..".
واشار سماحته ايضا الى أن " الامة اليوم تعيش حالة نهضة وانبعاث وتجدد تجدد مستلهمة من روح ومعاني الايمان و القرآن الكريم وأهل البيت في مواجة الظلم والطغيان والسعي انيل الكرامة والحقوق والتضحية من اجلها .. ويجب ان يقوم اصحاب البصائر النيرة والاقلام السليمة االطاهرة التي لم تلوث بخدمة الظالمين، ليرسموا للناس الطريقة، ان يوضحوا الحقيقة التي بها ومن خلال ايات الكتاب سيرة النبي واهل بيته عليهم السلام، يكون الناس على وعي وحذر حتى لا تُسرق جهودهم وحقوقهم وثوراتهم ، فعلى كل من يستطيع ان يقول الكلمة الصادقة فليقلها صريحة وواضحة ، وصحيح ان من الحق مرّ ومن يقله سيواجَه ، ولكن الله سبحانه وتعالى بتدبيره سوف يبلغ كلمته للأذن الواعية، للقلوب النيرة و النفوس الطاهرة ".