صدر حديثاً : معجم معالم فقه المناسك: معجم فقهي جغرافي تاريخي موثق حول معالم الحج ومشاعره
صدر حديثاً عن دار المؤرخ العربي، بيروت: لبنان، كتاب: « معجم معالم فقه المناسك: معجم فقهي جغرافي تاريخي موثق حول معالم الحج ومشاعره »، لمؤلفه: سماحة العلامة الشيخ حسين علي المصطفى، الطبعة الأولى 1431هـ / 2010 م.
وجاء الكتاب في 5 مجلدات من الحجم الكبير حيث احتوى كل مجلد على التالي:
1. المجلد الأول « 571 » صفحة.
2. المجلد الثاني « 450 » صفحة.
3. المجلد الثالث « 540 » صفحة.
4. المجلد الرابع « 475 » صفحة.
5. المجلد الخامس بقية الكتاب مع كشاف للكلمات وفهارس « 320 » صفحة.
وتميز الكتاب بفهرسة موضوعية شاملة
معجم معالم فقه المناسك: معجم فقهي جغرافي تاريخي موثق حول معالم الحج ومشاعره.
أن يُؤلف كتاب في حقل معرفي عام أو في جانب تخصصي معين لهو عمل إنتاجي رائع له دلالاته ورموزه المعرفية في عموميته أو تخصصه لإثراءه المعارف الإنسانية ورافد مهم لإغناء الثقافة والفكر, وحينما يُكتب بحث معمق فريد في تخصصه المعرفي لحاجة أو لفقر ذلك التخصص المعرفي في بحوثه وكتاباته يعد فتحاً معرفياً هاماً في تخصصه وفي مجاله وباباً يلجه الباحثون لأصالته وعمقه ويُعد كاتبه من الفاتحين المعرفيين الحاذقين الذين غاصوا في محيط المعرفة عن الدرر واللآلئ المعرفية لبناء أساسي معرفي تخصصي قيم, سوف يخلد في سجل البنائين للمعرفة والفكر.
لكن أن يُؤلف معجم موسوعي وما للموسوعية من معنى في علم المعارف البشرية, وأن يدور هذا العمل المعجمي والموسوعي حول موضوع معرفي هام مستلٍ من القرآن الكريم ومعارف الشريعة الآلهية وله تشعباته وارتباطاته المختلفة في موضوعاته, وهو مرتبط بشكل أساسي ببقعة جغرافية هامة وموضوع له جذره وعمقه في التراث المعرفي للبشرية والمقدس في دياناتها والضارب في عمق التاريخ وبدء تكليف البشرية من لدن آدم عليه السلام ومرورا بالأنبياء عليهم السلام حتى خاتم النبيين صلى الله عليه وآله وأهل بيته عليهم السلام وإلى يومنا هذا.
وكذلك أن يؤلف ويكتب هذا الإنتاج الموسوعي الضخم بجهد فردي ونوعي. لعمري لهو إنتاج فكري معرفي مبدع بالغ الأهمية عظيم الشأن جليل الأثر يستحق أن تقف وتنحني له القامات الفكرية والمؤسسات الفكرية والثقافية والموسوعية بإجلال واهتمام وبكل احترام وتقدير بالغين كما يتناسب مع حجم هذا المعجم في مادته الفكرية وجهد صاحبه المميز والفريد.
حيث من المعروف أن عمل المعاجم والموسوعات المعرفية تحتاج إلى تضافر جهود أكثر من فرد، بل جهود مؤسسات ثقافية تخصصية بأكملها حتى ينجَز على وجه مقبول، لما يتطلبه من طاقة جسدية، ومعرفية، وإمكانيات ثقافية ومادية.
كما يعدّ العمل الموسوعي أيضاً من أصعب الأعمال لاحتياجه للتفرغ الكامل، وتطلبه للجهد الجماعي المنظّم، وللبحث والتنقيب عن كل صغيرة وكبيرة لإضافتها إلى المادة المعرفية عن طريق توفر المصادر الأساسية لرفدها.
كما يحتاج العمل الموسوعي إلى تصنيف يجمع بين صفات عدة، كالسهولة في الوصول إلى المعلومة، والتنوع في اعتبارات التصنيف، وكشاف فهارس لتعدد الكلمات المفتاحية للمادة المعرفية، وغير ذلك.
إن هذا العمل الموسوعي والفكري لهو الإبداع في مادته والفريد بنوعه والنادر في تخصصه لأنه لم يسبق أحد (حسب علمي) مؤلفه العلامة المحقق في تفرده هذا وجديته وعمق معجمه, وهو لا ريب فتح معرفي مميز وسبق عظيم في مجاله ستسير به الركبان الفكرية والثقافية وتجعله في مصاف الآثار الخالدة والمميزة في زمانها, كما هو إغناء فكري للمكتبة الإسلامية التي لا تزال تفتقر إلى هكذا أعمال معجمية موسوعية مميزة ذات شمولية غزيرة المادة وفيرة المعرفة رصينة التحقيق وسهلة العرض للناهلين من معينها الثر .
- عزيزي القارئ:
وقد ازدانت هذه الطبعة بمقدمة رائعة لسماحة آية الله الدكتور الشيخ عبد الهادي الفضلي حفظه الله، كتبها سنة 0142هـ، وهو (أي الدكتور) المؤلف البارع والخبير النيقد والمحقق اللوذعي في تتبع الإنتاج والآثار الفكرية، وكان من كلامه في مقدمته:
(وقد قطع العرب شوطاً موفقاً في هذا منذ القرن الثاني الهجري حتى يومنا هذا فأثروا المكتبة العربية بالنتاج المعجمي، وبمختلف أنماطه وألوانه إلاّ ما قد يؤخذ عليهم من عدم وجود المعجم التأثيلي والمعجم التطوري الدلالي، والسير ببطء في إعداد دوائر المعارف).
ثم أضاف قائلاً: (ومما هو جديد في أوساطنا الحوزوية غير قليل من هذا، أمثال: معجم رجال الحديث، السيد أبو القاسم الخوئي.....) إلى أن قال (وغيرها مما لا تحضرني أسماؤها الآن.ومنها هذا المعجم الذي بين يدينا، وهو تأليف أخينا العزيز العلامة المحقق الشيخ حسين المصطفى).
واستطرد سماحته حول فراغ المكتبة الإسلامية لهذا النمط العلمي من تأليف المعاجم قائلا: (وعندما قمت بتحقيق كتاب (هداية الناسكين من الحجاج والمعتمرين) للفقيه الإمامي الشيخ محمد حسن النجفي اكتشفت أننا بحاجة ماسة من ناحية علمية لوضع معجم جغرافي - فقهي لأسماء المواضع التي وردت في الأحاديث المروية عن أئمة أهل البيت ، وفي مدونات وكتب فقهاء مدرستهم، ليسد فراغاً كبيراً يعاني منه من يريد البحث عن تعريف موضع جاء ذكر اسمه في متن رواية أو نص فقهي في أحد كتب الفقه، وقد يُعثر على تعريف له في أحد المعاجم الموجودة، إلاّ أنه لم يعزز بدراسة علمية تكشف وبشكل واضح عن علاقته بمؤدى السياق الذي ورد فيه، وعن مستوى وثاقة النص الذي جاء فيه، وعما يرتبط به من شؤون أخرى ذات مساس بموضوع البحث. والحمد لله أن تحقق هذا على يد أخينا العزيز الشيخ المصطفى).
وقد نوّه سماحة الشيخ الفضلي بالاستقلالية العلمية المتميزة لسماحة الشيخ المؤلف فقال: (ومن خلال قراءتي لبعض مواد معجمه رأيته بمستوى المهمة لما يملك من خلفية ثقافية موسوعية، ولتوافر مكتبته الخاصة على مهمات مصادر موضوعه، ولشخصيته العلمية التي لديها القدرة على التحليل والتعليل، والموازنة فالاختيار أو الابتكار.. وقد أبان عن خطوات منهجه في مقدمة الكتاب، وبإلقاء نظرة عليه يُقدر له سلامة ونضج المنهج، وابتكاره في خطواته، فهو ينطلق من دراسة المادة المعجمية من النص ثم ينتقل إلى البيانات فالاستدلال للوصول إلى المطلوب).
ثم بين سماحة الدكتور الفضلي فرادة عمل هذا المعجم من حيث نوعه قائلاً: (وهو بهذا يختلف عن دراسات الفقهاء في كتبهم الفقهية حيث يأتي اسم الموضع أثناء الموضوع، وذلك لأن وضعية البحث تفرض على الفقيه ذلك.
وأيضاً يختلف عن المعجمات اللغوية والمعجمات الجغرافية التي تكتفي بتحديد موقع الموضع وذكر النصوص التي ذكر فيها من شعر وخلافه.
فهو - أعني هذا المعجم - يجمع بين الدراسة اللغوية والأخرى الجغرافية والثالثة الفقهية، والدراسة الفقهية هي المقصودة له بالدرجة الأولى، فهو - في الحقيقة - معجم جغرافي - فقهي. ومن غير شك أنه سيكون المصدر المهم في مجاله).
- عزيزي القارئ:
هذا عرض موجز لأهم ما جاء عن هذا المعجم الموسوعي الرائع والفريد في تأليفه؛ لما يحمل بين طياته الكثير من البحوث الجغرافية والتاريخية المحققة والموثقة والدراسات الفقهية الاستدلالية المهمة التي تقدم إجاباتٍ وافية عن الكثير من الأسئلة، والأفكار العلمية المختلفة.
وفّق الله سماحة الأستاذ العلامة المؤلف للمزيد من التأليف والتحقيق بحق محمد وآله الطاهرين.