كان أولى بكم الاعتذار يا سادة
الاعتذار و الاعتراف بالخطأ فعل نبيل و صادق يدل على طيبة الإنسان و سلامة نيته و نبل قصده، لاسيما و إن جاء الاعتذار من رجل له منزلة و وجاهة بين الناس. لا عيب أن يتوقف المرء قليلاً ليعالج أخطاء نفسه، لاسيما إذا كان ذلك الخطأ جسيماً يوجب الاعتذار.
إن المبادرة للاعتذار تدعوا الناس للعفو و السماح، ففي الاعتذار و السماح تنظم الصفوف و يرتقي العمل، كما بالاعتذار تزال الظنون السيئة وتقاذف التهم، و التي إن بقيت و طالت سيكون رفعها صعب مستصعب.
فلم نطالبكم يا سادة بالكثير حتى إذ قيل لكم اتقوا الله أخذتكم العزة بالإثم، فقد أخطأتم و خطأكم جسيم، و كان أولى بكم الاعتذار بدل التبرير، فالتكبر عن الاعتذار و اتخاذ سياسة التبرير يوقعكم يا سادة في طريق النفاق ، والوقوع في هاويته السحيقة شيئاً فشيئاً.
فما البأس بالاعتذار لعائلة الشهيد مال الله و كل المظلومين الذين وقعوا نتيجة الظلم الطائفي؟! وللمجتمع الذي يعيش أزمة التمييز الطائفي الذي كرمتموه في حفل الخميس المخزي؟! و كما قال الشاعر:
قيل لي: قد أساء إليك فلان ......... ومقام الفتى على الذل عار
قلت : قد جاءنا وأحدث عذرا ........ دية الذنب عندنا الاعتذار