ويؤكد على ضرورة التصدي للفساد الاجتماعي في مراحله الأولى
الشيخ السعيد ينتقد تراجع أهمية طلب العلم والكفاءة الديني في الوعي الاجتماعي
انتقد إمام وخطيب جمعة العوامية بمحافظة القطيف الشيخ عباس السعيد في خطابٍ صريح ما وصفه بـ"تراجع أهمية طلب العلم والكفاءة الدينية" في الوعي الاجتماعي، معتبراّ ذلك من الأسباب التي تؤخر مسيرة النهوض الديني في مجتمعنا.
وأشار السعيد في خطبة الجمعة إلى: أن اختزال النجاح من قبل فئات اجتماعية واسعة في البعد الأكاديمي دون الديني، انعكس سلبياً، حيث أفرز فئات معارضة وأخرى غير متحمسة لطلب العلم الشرعي وطلابه.
واستدرك أن الدعوة إلى أهمية النجاح الأكاديمي بتخصصاته المختلفة دليلٌ على النضج، إلا أنه طالب أن يكون الطموح لبلوغ أعلى مراتب النجاح والكفاءة الدينية حاضراً بقوة في الوعي الاجتماعي.
وفي سياق بيانه لأسباب هذه الظاهرة الثقافية، اعتبر السعيد أن الصورة النمطية التي تختزل عالم الدين في أمور جزئية ساهمت بشكل كبير في تشكيل هذه النظرة.
وتابع أن تراجع أدوار بعض علماء الدين يبعث برسالة سلبية للمجتمع، قد تؤدي إلى عزوف الكثيرين عن علماء الدين والمؤسسة الدينية عموماً، على حد تعبيره.
وأضاف أن العكس بالعكس، حيث أن اتصاف عالم الدين بالمصداقية والكفاءة والعطاء يفترض أن يبعث برسالة إيجابية، تعزز أهمية طلب العلم والكفاءات الدينية في الوعي الاجتماعي، على حد قوله.
وأوضح السعيد أن العائق المالي يلعب دوراً كبيراً وراء هذه الظاهرة، حيث قد لا ينال المتصدي اجتماعياً من علماء الدين، ولا الأستاذ القدير في الحوزة العلمية ما يناله بعض المدرسين فضلاً عن أساتذة الجامعات، وهذا يكفي لصرف الكثيرين عن الحقل الديني.
وفي ختام خطابه أكد السعيد على حاجة المجتمع للكفاءات الدينية، معتبراً ذلك عاملاً هاماً للنهوض الديني، وداعياً المجتمع إلى ما اعتبره تصحيح النظر حول أهمية طلب العلم والكفاءات الدينية.
* دور المجتمع أمام ظواهر الفساد الاجتماعي
وفي خطبته الثانية دعا السعيد المجتمع إلى ضرورة التصدي المسؤول لما وصفه بـ "مظاهر الفساد الاجتماعي" مؤكداً أن التعامل السلبي مع الفساد أسرياً واجتماعياً وأمنياً، هو ما يجعله ينتعش ويتضخم.
وأشار إلى أن القوة الرادعة التي تعاقب الجناة والمفسدين وإن كان لها الدور الأساس في اقتلاع الفساد والجريمة، إلا أن الأدوار الرقابية والإصلاحية من الأسرة والمجتمع، يمكن أن تساهم بالكثير إن جاءت في وقتها الصحيح، على حد قوله.
وحذر السعيد من أن عدم التصدي لبؤر الفساد يفسح لها مجالاً واسعاً لممارسة الفساد الأخلاقي وترويج المخدرات والإخلال بالأمن.
وختم أن الالتفات إلى الفساد الاجتماعي في الوقت الضائع قد لا يجدي نفعاً، مطالباً بضرورة التصدي للفساد ومحاصرته في مراحله الأولى، على حد وصفه.