العلامة العوامي: لا تتعصبوا عند النقد واطرحوا البدائل
دعا سماحة العلامة الشيخ فيصل العوامي دامت بركاته عند ممارستنا للنقد والتفكير إلى الالتزام بمبادئ النقد التي تجعل منه ذا فائدة، ويحقق الغاية المراد تحقيقها.
جاء ذلك في خطبة الجمعة لهذا الأسبوع التي جاءت استكمالاً لما طرح في أسبوعٍ سابق، والتي افتتحها أيضاً بالآية الكريمة من سورة الأعراف: (اقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ) (176).
الشيخ العوامي أشار في البدء إلى أننا غالباً ما نتخذ وجهات نظر حيال مختلف القضايا التي تصادفنا في حياتنا اليومية، وهذه العملية بطبيعة الحال تتضمن نقداً وتفكيراً، ثم تساءل عن المبادئ التي ينبغي توخيها عند ممارستنا للنقد والتفكير. وكإجابة لهذا التساؤل قدّم جملةً من النقاط:
النقطة الأولى: ينبغي مع طرح الفكرة النقدية تقديم البديل:
فمجرد الحفر في الأمور ومحاولة اكتشاف الخلل فيها لا يكفي، أي أن النقد لمجرد النقد ليس هدفاً في حدِّ ذاته، وإنما لا بدَّ من تجاوز ذلك إلى تقديم البدائل لما هو مطروح، والذي يفترض به أن يكون الأصوب والأفضل مما هو مطروح سابقاً، كما أن تقديم البديل يقدِّم إثباتاً على صحة وصوابية البديل نفسه.
النقطة الثانية: أن لا يكون النقد بتعصب:
فالتعصب مع طرح البديل يعمي صاحبه عما يمكن أن يظهر على فكرته من نقاط ضعفٍ ومواطن خلل، مما يمنعه عن التراجع عنها في المستقبل، فلا يخفى أن البديل سيكون هو الآخر محلاً للنقد وإبداء الملاحظات، وبالتالي ظهور الأخطاء.
النقطة الثالثة: عدم التهجم على الآخرين:
إن التهجم على الآخرين يزرع الاضطراب في الحياة العامة، مما يكشف عن عدم نضج صاحب الفكرة النقدية، بحيث أن الحماس والانفعال هما المسيطران والمتفوقان على حضور العقل.
النقطة الرابعة: أن يكون النقد نسبياً:
ينبغي توخي النسبية في النقد والطرح، وضمن الحدود والظروف، بحيث يكون بعيداً عن الإطلاق؛ وذاك أن مراعاة النسبية في الطرح تفتح المجال أمام كونه محلاً للنقد. وهذا ما نلاحظه في فتاوى العلماء بعد البحث والتقصي وإعطاء الرأي يردفون الفتوى بقولهم: (والله العالم)، التي لها دلالتها الواضحة في هذا المجال.