التسامح أقوى علاج على الإطلاق

عندما نفكر في التسامح نصطدم بعقبات نفسية تتفاعل داخل صدورنا وحرباً قائمة بكل مقوماتها تشتعل على مدار الساعة واليوم احياناً، حيث تجتمع كل قطاعات الأركان من الجو «استعمال الطائرات العسكرية» «البر» استعمال الأسلحة والمعدات المختلفة «البحر» القتال في أو على سطح البحار «الفضاء» تتطلب أسلحة متطورة مصنعة للعمل خارج المجال الجوي للأرض، مع جميع الألوية والأركان لوضع الخطط ورسم نقاط الضعف والقوة للعدو بحرفة ودقة مع تحضير كافة المعلومات الاستخباراتية وفرش جميع الخرائط الأرضية والجوية مستندين على ثلاثة مبادئ أساسية  هي الاتصال - المراقبة السيطرة لتسديد الضربة ثم الضربة حينها تصدر الأوامر الى وزير الدفاع «الشيطان الأصغر» أن يمارس واجباته في تنفيذ وتعديل الخطط للتصدي للعدو بكل قوة مستخدماً احدث التكنولوجيا للهجوم والدفاع فى آن واحد، وتتقدم كل القطاعات العسكرية بناءً على اوامر الحاكم «الشيطان الأكبر» بالبدء بسحق وحرق البشر والمعدات العسكرية للطرف الآخر. لو فكرنا قليلاً لوجدنا النفس تتطابق مع ما ذكرناه من خيالات وهمية مدروسة من قبل الشيطان الرجيم لـ فئة من البشر الذي يوسوس لهم بعمل شيء ما. وقال تعالى «إن الشيطان كان للإنسان عدوا مبينا».

وماذا بعد!!!

سؤال: هل الحروب والنفس العدائية المؤقتة أو المطلقة المبنية على الكره العقيم بكل لغاتها وشيطنتها مقابل أسباب قد تكون أغلب الأحيان تافهة؟ والجواب: أما قبلية أو عرقية أو مذهبية عقدية، والأسباب متعددة وكثيرة، وجدالنا العقيم في صرف كل الطاقات الموجهة بكل ثقافة الفكر العدائي وبدون نتائج تذكر تؤثر وتتأثر بنظام العلاقات الاجتماعية في اطار المدينة أو الوطن الواحد المشترك.

وجميع الأديان حثت على مبدأ التسامح في قوله تعالى: ﴿خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ (199) الأعراف

ومن نموذج التسامح لصديقين يمشيان في الصحراء وخلال الرحلة تجادل الصديقان فضرب احدهما الآخر على وجهه إلا أن الرجل الذي ضُرب تألم ولم ينطق بكلمة واحدة عندها كتب على الرمل: اليوم أعز أصدقائي ضربني على وجهي، استمر الصديقان في مشيهما إلى أن وجدا واحة فقررا ان يستحما وفجأة تعلقت قدم الرجل الذي ضُرب على وجهه في الرمال المتحركة وبدا يغرق ولكن صديقه أمسكه وأنقذ حياته من الغرق وبعد أن نجا من الموت قام وكتب على قطعة من الصخرة: اليوم أعز أصدقائي أنقذ حياتي، الصديق الذي ضرب صديقه وانقذه من الموت سأله: لماذا في المرة الأولى عندما ضربتك كتبت على الرمال والآن عندما أنقذتك كتبت على الصخرة فاجاب صديقه: عندما يؤذينا أحد علينا ان نكتب ما فعله على الرمل حيث رياح التسامح يمكن لها ان تمحيها ولكن عندما يصنع أحد معنا معروفاً فعلينا ان نكتب ما فعل معنا على الصخر، حيث لا يوجد اي نوع من الرياح يمكن ان يمحيها تعلموا ان تكتبوا آلامكم على الرمال وان تنحتوا المعروف على الصخر وتعلموا ان تسود بينكم روح الألفة والتسامح.وبلغة بسيطة ومترابطة ولا لها أي تعقيدات لغوية أو منطقية أو فلسفية، هيا يا أبناء الوطن الواحد من شماله إلى جنوبه إلى شرقه وغربه كفانا شرذمة..كفانا انقسامات. ولنسر مع الركب الحضاري نوالي قيمنا الاسلامية وعادتنا السمحة ببناء فكر وحضارة جديدة قد لا تجدها في أمة في الكون تؤمن أو تتحلى بها.