صفوى : تقرير محاضرة إضائات في فن التغيير

 

افتتح مسجد الإمام الرضا بصفوى نشاطه الشهري بمحاضرة بعد صلاة العشاء من ليلة الجمعة 15 جمادى الأول 1431هـ، وقد كان محاضر هذا الشهر الشيخ محمد حسن الحبيب، ومحاضرته تحت عنوان (إضائات في فن التغيير).

  • تركز الحديث فيها على أربعة محاور.

1. مفهوم التغيير.

2. الإنسان والتغيير.

3. نقطة التغيير.

4. غير ذاتك.

وحول المحور الأول تحدث الشيخ الحبيب عن مفهوم التغيير وقال: التغيير هو الإصلاح؛ وهو: التحول في وضع معين غير ملائم عما كان عليه من قبل. وقد يكون التحول: في الشكل، أو النوعية، أو الحالة.

وأضاف: التحول بشكل عام أمر حتمي إذ لا شيء يمكن أن يكون في حالة واحدة من الثبات، لذا يجب إحاطته والتخطيط له.

في معرض رده على شبهة أن التغيير استخدم في القرآن بمعنى التحول من الحال الحسن إلى الحال السيء وبالتالي لا يصح استخدام لفظ التغيير لأنه يوحي بالمعنى السلبي. قال: لقد ورد استخدام هذا التعبير في المعنيين فتحديده في أحدهما ليس صحيحا فما ورد في القرآن وإن كان يوحي بذلك إلا أن جملة من المفسرين اعتبروه للمعنيين، ويضاف إلى ذلك ما ورد في السنة الشريفة عن علي أن رسول الله ( ص) قال: ﴿أَيُّمَا رَجُلٍ رَأَى فِي مَنْزِلِهِ شَيْئاً مِنَ الْفُجُورِ فَلَمْ يُغَيِّرْ بَعَثَ اللَّهُ تَعَالَى بِطَيْرٍ أَبْيَضَ فَيَظَلُّ بِبَابِهِ أَرْبَعِينَ صَبَاحاً فَيَقُولُ لَهُ كُلَّمَا دَخَلَ وَ خَرَجَ غَيِّرْ غَيِّرْ فَإِنْ غَيَّرَ وَ إِلَّا مَسَحَ بِجَنَاحِهِ عَلَى عَيْنَيْهِ وَ إِنْ رَأَى حَسَناً لَمْ يَرَهُ حَسَناً وَ إِنْ رَأَى قَبِيحاً لَمْ يُنْكِرْهُ. وقوله : من رأى منكم منكرا فليغيره بيده... الخ. وفي الدعاء المروي عن رسول الله : اللَّهُمَّ غَيِّرْ سُوءَ حَالِنَا بِحُسْنِ حَالِكَ.

وختم حديثه عن هذا المحور قائلا: إن التغيير قد يكون لتصحيح خلل سابق، وقد يكون تطوير لنجاح حاصل. فحينما يطالب الناس بالتغيير ليس بالضرورة وجود خلل بل ربما لتطوير نجاح.

وعن محور الإنسان والتغيير قال: التغيير والتبدل والتكامل من السنن الإلهية في الكون، وقديما قالوا: إن التغير قانون الوجود وإن الاستقرار موت وعدم، ومثلوا لفكرة التغير بجريان الماء فأنت لا تنزل النهر الواحد مرتين فإن مياهاً جديدة تجري من حولك.

وأضاف: يخضع للتغيير جميع مظاهر الكون انبثاقاً من البعد الحركي والزماني، ولا تتوقف حالة التغير على البعد المادي في الكون فالتغيير يشمل البعد المعنوي في حركة الحياة ثقافياً واجتماعياً وتاريخياً، فإذا كان هذا الإنسان في عمق الحركة الكونية فإنه لاشك يتفاعل مع حركة المتغيرات ليخلق لنفسه سلوكاً جديداً يتناسب مع واقعه الجديد.

وبالتأكيد أن هذه السنن تفرض نـــفسها على حيــاة الإنسان بحيث لا يمكن أن يخترق هذا القانون الإلهي ويقاومه ويختار الجمود والبقاء على نفس حالته.

وحيث أن الإنسان عاقل ومختار ومرن ومتكيف ويبحث عن الأفضل لذا فإنه سيعمل من أجل التغيير أو أنه سيتكيف مع المتغيرات.

وعن المحور الثالث: قال إن نقطة التغيير تبدأ بالنفس ومفتاح التغيير فيها هو الإصلاح العقدي لأن سلوك الإنسان هو أبرز تجليات المعتقد، فإذا أردت سلوكا حميدا أو تغيير سلوك إلى حميد فعليك أن تبدأ بالمعتقد.

  • وحول المحور الأخير تساءل الشيخ الحبيب:

هل أنت سعيد في حياتك؟
هل أنت مقتنع بما وصلت إليه؟
هل يمكن أن تكون أفضل؟
ماذا ستخلف ورائك من انجاز؟
وختم بالحديث عن الخطوات السبع نحو التغيير وهي:

1. استشعار الحاجة إلى التغيير والتألم للواقع المعاش

2. تحديد الأهداف المطلوبة من عملية التغيير.

3. تحديد فجوة الأداء (الفرق بين الواقع والطموح).

4. تحديد معوقات الوصول إلى الأهداف.

5. تحويل الأهداف إلى مشاريع.

6. البحث عن الإسناد (طلب المعونة من الآخرين).

7. التنفيذ