الشيخ العوامي: (النص الديني) قدّم الأنموذج الأرقى للمرأة
منتقداً الواقع المتأخر للمرأة
دعا سماحة الشيخ فيصل العوامي المرأة إلى الأخذ بزمام المبادرة من أجل تغيير الواقع المتأخر الذي تعيشه على مختلف الأصعدة السياسية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية، وذلك من خلال الاقتداء بالسيدة فاطمة الزهراء ، وذلك بتجاوز العوائق التي تقف دون أخذها لمكانتها التي أرادها لها الإسلام.
جاء ذلك في الخطبة الأسبوعية التي استهلها بما روي من أن رسول الله قال وقد أخذ بيد ابنته فاطمة : (من عرف هذه فقد عرفها، ومن لم يعرفها فهي فاطمة بنت محمد، وهي بضعة مني، وهي قلبي الذي بين جنبي، فمن آذاها فقد آذاني، ومن آذاني فقد آذى الله). وأشار سماحته في البدء إلى التفاوت الواضح بين واقع المرأة وواقع الرجل، لا إنسانياً وإنما سياسياً واجتماعياً وثقافياً وحتى اقتصادياً، مما دعا الكثير من المؤسسات والجهات النسوية -وعلى مستوى العالم- من أجل إطلاق الدعوات المنادية بالمساواة مع الرجل حيناً، وبحقوق المرأة حينا آخر، ومطالبةً بمشاركتها في المحافل السياسية. وأضاف بأن هذه الدعوات ليست مقتصرةً على مستوى العالم الإسلامي، وإنما تتعدى ذلك، مستدركاً بأن مستوى وعي المرأة عندنا متأخر قياساً لغيرها في مناطق أخرى من العالم.
- وتساءل سماحته: عن سبب هذه المشكلة؟
وفي معرض تقديمه إجابةً لهذا التساؤل، قال بأن هناك عدة أمور ربما تكون سبباً لها:
في البدء، أشار سماحته إلى أن البعض ربما يدّعي بأن (النص الديني) هو السبب في تأخر هذا الواقع، وأنه هو الذي يحكم المرأة وواقعها، ولكن ذلك يجافي الحقيقة، التي تظهر بأن النص الديني قدّم النموذج الأرقى للمرأة، ذلك الواقع الذي لم يتحمَّله الكثير من الناس في ذلك الوقت، باعتباره يمثِّل صورةً متقدمة لما هم عليه من تخلّف. وأضاف بأن من العوامل التي ربما تساهم في هذا المجال هو (الفكر الإسلامي) والذي يعنى به ما أنتجه علماء المسلمين من فهم وقراءات للنص الديني، بحيث جعلت هذه القراءات المرأة في هذه المكانة الدونية والمتأخرة.
ومن جانبٍ آخر اعتبر العادات والتقاليد عاملاً مهمّاً في تخلف هذا الواقع، وذلك لأن هذه العادات والتقاليد ربما تشكِّل التربة والحاضنة لصنع هذا الواقع المكبَّل بالقيود والأغلال الاجتماعية التي تقف في وجه المرأة. وتحول بينها وبين النهوض به، بما تؤسس له من طرائق في التفكير والعقليات التي تحكم هذا الواقع.
كما أنه أشار إلى أن البعض ربما يعتبر أن (سيكولوجية المرأة ووضعها النفسي) هو الذي يحجزها عن الاقتحام وأخذ أفقٍ في الحيِّز السياسي أو الثقافي أو...
بعد استعراضه لهذه الأسباب، أكّد على أن الأسباب الثلاثة (الفكر الإسلامي والعادات والتقاليد وسيكولوجية المرأة) ربما تشترك في تحمّل هذا الواقع المتأخر نسبياً. مؤكداً على أن النص الديني تجاوز الكثير من هذه الأسباب بما قدّمه من نماذج كـ (بلقيس) في مجال المشاركة في صنع القرار السياسي، و(آسية) في مجال الحياة الدينية والأسرية، والسيدة الزهراء تقف في المقدمة في كثير من هذه المجالات. بحيث أن الرسول الأعظم يأخذ بيدها أمام الناس ويجعل منها أنموذجاً للرجال قبل النساء ليقتدوا به، ويرجعون إليه في بعض المسائل.